لا أحد يفهم أو توصل إلى استنتاج وتفسير لحالة الصمت التي تبدو عليها هيئة الرياضة تجاه الأحاديث الإعلامية المسيئة والتغريدات المخجلة التي تصدر من أسماء محسوبة على أندية كبيرة، وفي الوقت نفسه لا أجد مبررًا لصمت الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي تجاه الممارسات الإعلامية غير المهنية، التي معظمها ينتهك الحد الأدنى من أخلاقيات العمل الإعلامي، على الرغم من أن الاتحاد يضم في إدارته أسماء تتسلح بالتجربة والخبرة في الإعلام الرياضي. وصل الحال بالطرح الإعلامي في الرياضة السعودية إلى درجة غير مسبوقة من الإسفاف والبذاءة والتشويه الصارخ لجماليات الرياضة السعودية دون احترام لقيمة المسابقات ومسمى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الداعم الأول لرياضة وشباب المملكة، فالتغريدات والتصريحات والتلميحات التي نقرأها ونشاهدها ونسمعها وصلت إلى حالة تثير الاشمئزاز، وتجعل كل منتم إلى الوسط الرياضي يخجل من انتسابه لهذا الوسط فضلًا عن الإعلام فيه. بادرت هيئة الرياضة لاستدعاء الرئيس التنفيذي للشباب خليف الهويشان على خلفية تصريحات مسيئة وحملت عبارات غير مقبولة، وهذا أمر جيد، لكن في المقابل لم نرَ تحركًا للمؤسسة الرياضية تجاه تصريحات أو تغريدات لآخرين منهم أعضاء في الجمعيات العمومية في بعض الأندية، وعلاوة على ذلك في قضية مباراة الشباب والنصر لم تكن ردة فعل لجنة الانضباط ولا هيئة الرياضة تشي برغبة حقيقية لردع هذا النزول إلى قاع غير مسبوق. قلت غير مرة في هذه الزاوية إن الإثارة الحقيقية تأتي من الميدان، وتبقى فترة أطول، ولا تحتاج لأن يصطنع البعض أي نوع من الإثارة؛ لأنه سيكون بلا قيمة، والمؤسف أن اصطناع هذا الإسفاف يدعمه إعلاميون لم يجدوا رادعًا مهنيًا ولا أخلاقيًا. المثير للشفقة والسخرية في الوقت ذاته، أن يخرج من يحاضر عن العمل الإعلامي والمهنية وقواعد الاحترام، من كان يومًا إحدى أيقونات التعصب، ربما نقول إن بعض هؤلاء نضج وتطورت أفكاره ونظرته للإعلام الرياضي، وهذا أمر رائع، لكن غير المقبول أن يكون مؤشر المهنية وأخلاقيات المهنة مفصلًا على مقاس الأهواء والميول والانتماءات الرياضية يرتفع وينخفض حسب الظروف ويكون تحت الطلب. وصلنا إلى مرحلة غير مسبوقة من التنمر بين الإعلاميين، وبين الأندية ومسؤوليها، وهنا لا بد لهيئة الرياضة من الوقوف ومن خلفها لجنة الانضباط واتحاد الإعلام الرياضي في وجه هذه الممارسات العبثية، فحرية الإعلام لم تكن يومًا ولن تكون مرتبطة بالتخلي عن أخلاقيات وقواعد العمل الإعلامي المحترم الذي بدأ رصيده بالتناقص بشكل مخيف للغاية.