مضت جولتان منذ انطلاقة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ولم يظهر رئيسا الهلال والنصر فهد بن نافل وصفوان السويكت بصورة مشابهة لما كان عليه سلفاهما في الموسم الماضي، وبقيت الإثارة والصخب في داخل الميدان وسط ردود فعل طبيعية على المستويين الإعلامي والجماهيري على منصات التواصل الاجتماعي. ولأنه لا يمكن إطلاق مقارنة شاملة بين الموسمين على الوضع الإعلامي والجماهيري قبل احتدام المنافسة في الموسم الجديد، إلا أن كل المؤشرات والبوادر تشير إلى أننا إزاء شكل تنافسي أرقى مما شاهدناه في الموسم الفائت، والذي وصلت فيه التصريحات لمستويات غير مسبوقة من قبل رأس الهرم في الكيانين الكبيرين. أسوأ من ذلك أن التغريدات التي كتبها الرئيسان في الموسم الماضي، انحدرت بلغتها نحو لغة لا يستخدمها غالبية المشجعين، وكل ذلك تحت عنوان زيادة الإثارة بطريقة فجة وغير محسوبة، ما انعكس على المستوى الفني داخل أرضية الميدان بصورة سلبية على الرغم من حضور نجوم كبار بمئات الملايين من الريالات. يبدو أن الأمر مختلف، على الرغم من وجود أكثر من حالة جدلية، وعلى الرغم من استمرار الشحن الإعلامي والجماهيري على منصات التواصل ووسائل الإعلام، فاللغة هادئة ورزينة حتى الآن والمهم أن يستمر هذا الرقي من الطرفين وبقية أطراف المنافسة طيلة مباريات الموسم. الإثارة موجودة، وتأتي مع ارتفاع وتيرة التحدي والتنافس على المراكز المتقدمة وحتى المتأخرة، والأخطاء ستحدث إن من قبل الحكام أو اللاعبين أو أي طرف في اللعبة، إذ ستأتي الإثارة بطريقة طبيعية ولا نحتاج لاصطناع الصراعات والتصريحات واستخدام لغة رديئة لا تليق باسم المسابقة وقيمة منتج الكرة السعودية ولا حتى بالأسماء التي أنفقت الدولة مئات الملايين من أجل حضورها. نريد منافسة راقية تنعكس على قيمة الكرة السعودية واسمها وسمعتها التي لطالما تغنينا بكوننا نملك أقوى دوري عربي، وهو كذلك بعيداً عن أي أمر يخدش هذه الصورة التي صنعت نفسها بنفسها دون تصنع أصبح مثار نقد لأبسط المشجعين، والمؤكد أن اتحاد الكرة بقيادة إدارته الجديدة وقبله هيئة الرياضة تدعمان هذا النهج الجدير بالاحترام إن واصل الرئيسان ابتعادهما عن الإسفاف والانزلاق في تلك اللغة غير المعهودة والدخيلة على الكرة السعودية.