إنه الموت وما أدراك ما الموت! كثيرًا ما يختطف أحبابنا على حين غرة وبلا مقدمات وكأننا لا نعلم به إلا حين يفاجئهم! في السنوات الأخيرة كثر موت الفجأة، وهو من أشراط الساعة كما جاء في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وآله: "إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة". وفي حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها - أنها سألت الرسول صلى الله عليه وآله عن موت الفجأة فقال: "راحة للمؤمن، وأخذة أسف للفاجر". والموت هو موت سواءً كان مفاجئًا أو غير مفاجئ لكننا نتناساه، ونتجاهله، ونمارس حياتنا كأننا مخلدون! وهو حقيقة حتمية لا بد منها، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. في يوم 12 يناير 2020 فجعنا الموت برحيل الفنان البحريني علي الغرير، الذي طالما أضحكنا خاصة في مسلسل سوالف طفاش بأجزائه الثلاثة التي شاهدها الصغار قبل الكبار ولم يملوا منها. وكذلك واصل إضحاكنا في مسرحياته خاصة في مسرحية سوالف طفاش: جزيرة الهملايا، ومسرحية طفاش والأربعين حرامي. إنه فنان كوميدي عفوي ذكرنا بأسطورة الفن عبد الحسين عبد الرضا - رحمه الله – ويوم وفاته ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بنعيه، فكتب بعض محبيه صفحات عنه في الويكيبيديا. وهو فنان محبوب جدًا يشارك في المهرجانات الترفيهية، والفعاليات الاجتماعية في البحرين والمنطقة الشرقية عندنا لإسعاد الأطفال. دامت مسيرة طفاش الفنية 30 سنة، أبدع فيها 52 مسلسلًا، و15 مسرحية، و5 أفلام وبعدها سكت قلبه عن عمر يناهز 52 عامًا مأسوفًا على شبابه، وكم تأثرنا لبكاء رفيق دربه خليل الرميثي (جسوم) الذي بكى عليه أثناء الصلاة عليه، وهو الذي بكى عليه في إحدى حلقات مسلسل سوالف طفاش. وعزاؤنا أن علي الغرير باق في قلوبنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.