لا شك أن فَقْدَ ساحة التطوع السعودية خصوصًا والخليجية والعربية عمومًا للأستاذ نجيب الزامل فَقْدٌ عظيم وموجع، ولا يمكن لأي متطوع للأعمال المجتمعية والإنسانية وأي محب لها إلاّ أن يكون متأثرًا بشكل أو آخر بالأفكار والأعمال التي يتحدث عنها بأقواله أو بأفعاله رحمه الله، سواء عبر لقاءاته أو فعالياته أو اجتماعاته التي أروت أرض هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وبقدر الحزن الذي ساد في وسائل التواصل الاجتماعي فور انتشار خبر رحيله، بقدر السعادة التي انتشرت لدى محبيه من انتشار سيرته العطرة ودعاء الناس له بالغفران والرحمة. وهذا ما يرغب أن يصل إليه كل متطوع يعمل في مجال العمل الإنساني والمجتمعي في وطننا الغالي، الرسالة التي تركها نجيب الزامل في رحيله عن هذه الدنيا يجب أن تكون بحق هي الخلفية التي يتوجب على كل متطوع أن يضعها داخل عقله الباطن، ويعمل على أن تكون هي خط السير الذي عندما يحين موعد مفارقته لهذه الدنيا تكون هي المحفز الذي يجعل هذا الخط لا يتوقف، تجعله يستمر ويستمر، ليلهم كل من حول هذا المتطوع (مهما كانت درجة شهرته) ويغذيهم بحب العمل بالتطوع والاشتغال به والسير على مسيرته من بعده. سأتحدث عن عناصر التطوع الناجح - من وجهة نظري - كممارسة لهذا العمل من سنوات طويلة، التي أقول فيها إن المتطوع لن ينجح إلّا إذا: اعتقد تمام الاعتقاد أنه يعمل في هذا المجال لنشر زكاة جهوده ومهاراته التي اكتسبها في مجالاته المتعددة في مسيرته الحياتية، وعمل أعماله التطوعية، وشارك في المنجزات المجتمعية بكل إتقان ممكن؛ حيث إن الأعمال نصف الناجحة لا تصنع متطوعًا ناجحًا. إذا لم يبدِ المنة والتكبر على من يعمل معهم ومع من يعمل لأجلهم، خصوصًا في تلك الأعمال التي تأخذ الطابع الإنساني والخيري. إذا شارك في تحسين الصورة الإجمالية عن التطوع والمتطوعين بأي شكل أو نموذج يستطيع أن يشارك فيه (فعالية - برنامج تلفزيوني – مقالة في جريدة – تفاعل في منصة اجتماعية -.... إلخ). إذن هذه هي العناصر التي أعتقد أنها تتوجب أن تُرسخ في الوجدان الداخلي لأبنائنا وبناتنا المتطوعات، التي نأمل أن تتكامل الجهود في نشرها وانتشارها كلٌ حسب استطاعته. رحم الله الأستاذ نجيب الزامل، قدوة التطوع والمتطوعين، الذي كان بلا شك الرائد الأول في تطبيق هذه العناصر، حتى لو لم يتحدث عنها بأقواله؛ لأن أفعاله هي من تحدثت عنه بالشكل الجميل، ومن أجل ذلك، ألهمتني تجربته لاستخلاص هذه المعاني منها.