فجع الوسط الثقافي والإعلامي أمس السبت بوفاة الكاتب نجيب بن عبدالرحمن الزامل، عضو مجلس الشورى سابقًا، ومؤسس جمعية العمل التطوعي في المنطقة الشرقية، إثر وعكة صحية ألمّت به في مملكة ماليزيا. ويعد الزامل من أبرز كتاب الصحافة السعوديين، وهو أحد أعمدة العمل التطوعي في المملكة، حيث أطلق عليه لقب «رائد العمل التطوعي» نظير جهوده المستمرة في الأعمال التطوعية، وهو من الشخصيات التي كان لها أثر كبير على شريحة الشباب، وعُرف عنه إبحاره في عالم القراءة والكتب وتشجيع فئة الشباب على إنشاء أندية القراءة وتنمية مهاراتهم الإبداعية فيها. «النشأة» نشأ نجيب الزامل وترعرع في المنطقة الشرقية وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس شركة أرامكو السعودية، والتحق بعدها بكلية التجارة في جامعة الرياض، وعين بعد ذلك عضوًا في مجلس الشورى، وأسس جمعية العمل التطوعي بعد مسيرة طويلة في مجال التطوع، وواصل كاتبًا صحافيًا في عدة صحف سعودية. «الرحيل» رحل الزامل وقد خلّف بعده أثرًا كبيرًا في توجيه الشباب والفتيات، فقد كان صديق الجميع، وأبًا حنونًا، ومرشدًا ناصحًا، وكاتبًا ملهمًا يخاطب العقول بعمق، ويعالج المشكلات بالأفكار الإيجابية والحلول الواقعية، رحل نجيب بعدما كتب آخر وصاياه «يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت». «التأثير» ونعى الزامل المثقفين والكتاب الذين كانت تربطهم به علاقة شخصية، جمعتهم في مجالات الأدب والثقافة والعمل الخيري، وكان من ضمن الشخصيات التي تأثرت برحيل الزامل المدير العام لتعليم المنطقة الشرقية الأسبق الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي، الذي ذكر بعض مآثر الأستاذ نجيب وتأثيرة فيمن احتك به؛ حيث قال: فقد الوطن كاتبًا ومصلحًا ومثقفًا من أبنائه، وهو الأستاذ نجيب الذي كان رجل البر في المملكة، وفي الوقت نفسه كانت أعماله التطوعية لا تعرف حدودًا داخل المملكة، وهو محاضرًا يمتلك ناصية الكلام، ويمتلك بحديثه الحاضرين الذين يستمعون لحديثه من أول حرف إلى آخر حرف، وهو رجل أسرة مثالي وابن وطن بار، نسأل الله له الرحمة. «التطوع» كما نعى رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بن عبدالله بودي الفقيد الزامل وقال: رحم الله صاحب القلب الكبيير الأستاذ نجيب الزامل، الذي يعد من أبرز قادة العمل التطوعي في المملكة ومن أصحاب الأقلام المميزة التي تكتب بأسلوب مختلف يلوّنه بتجاربه في الحياة، وفي مقالاته تجد ظلالات الصبر والتأمل والرؤية العميقة لجوانب النفس البشرية بين مفرداته. وعبّر بودي بوصفه للراحل بأنه مجموعة من الخبرات حيث قال: أبو يوسف شخصية شجاعة ومبادرة وتملك ابتسامة حاضرة ويناقش الصعوبات في مقالاته بمبضع جراح وقلم ساخر، إنه مجموعة من الخبرات، فهو قارئ نهم وحاضر البديهة، وأوتي قبولا لدى الشباب سواء في مقالاته أو محاضراته، ولعلها تجد من يتولى إبرازها في كتاب يبقى مرجعًا لتجاربه ونظراته الثاقبة في كل شؤون الحياة. «المحاسن» وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأحاديث الوداع واستذكار المحاسن؛ حيث انبرى المثقفون والكتاب والزملاء والأصدقاء والمحبون لتأبين الراحل الكبير، وقالت الكاتبة والشاعرة اعتدال ذكر الله في موقع التدوين الاجتماعي تويتر: كان كاتبُنا الإعلامي الراحل نجيب الزامل ممن كانوا يتكئون في بنائهم المعرفي السيكولوجي الماهر على نظرية نقد العقل المحض، والتأكيد على دور العقل النَّابه والفكر الفطن والمتعدد الثقافات في تأسيس جيل نهضوي فاعل من شبابنا المعروف بشغف الخير والتفنن في صناعته عبر مؤسسات المجتمع المدني. فيما نعى الشاعر محمد الفوز الفقيد على وسم حمل اسمه في هذه التغريدة: #نجيب_الزامل رجلٌ وفي لذاته ولوطنه، ورحيله المبكر فجعنا، رحم الله وأسكنه فسيح جناته، وتبقى ذاكرة العطاء الإنساني شاخصة بملامحه المفعمة بالبهاء، ثمة حزن كبير لا تستوعبه الدموع ولكن حسبنا أن نقول: لله ما أعطى وما أخذ. «الوداع» وحظيت تغريدة الراحل الأخيرة التي كتبها بلغة أقرب ما تكون إلى وصية محب وتلويحة مودع حين كتب: «يجب أن تملك المعرفة كي تعرف متى تتحدث، وأن تملك الحكمة كي تدرك متى تصمت»، حظيت بإعادة تغريد وبأرقام كبيرة جدًا بعد إعلان خبر وفاته رحمه الله، كما تم تداولها عبر تطبيق الواتس آب، إضافة إلى انتشار عدد من الفيديوهات من لقاءاته التلفزيونية ومحاضراته التي لا يمتلك المتلقي إلا أن يصغي لها وتبعث فيه الفضول للبحث عن كنوز الحرف النجيب ليزمل بها رعشة الفقد الجلل. سعيد أبو عالي محمد بودي