التطوع بحاجة إلى وجود هيئات أو جمعيات تنظيمية رسمية بكل منطقة «تحت إشراف إمارات المناطق أو وزارة العمل والتنمية الاجتماعية»، تعيد هيكلة وتنظيم العمل التطوعي، وللحد من فوضى كثافة الفرق بازدواجية أهدافها. وجود الجهات التنظيمية سيساعد في وضع إستراتيجيات ولوائح تنظيمية، منها تصنيف البرامج التطوعية وتحديد مجالات التطوع للفرق، وبناء قواعد بيانات للمتطوعين والفرق، وهي أهم خطوة لتحقيق استدامة الجهود التطوعية، وستساعد في «توثيق ساعات العمل التطوعي» والتي لبعض المهتمين -فيها- رأيان مختلفان من ناحية حق الاستفادة منها أو عدمه، لكني لا أعتقد أنهم يختلفون في أهمية مسألة التوثيق كتوثيق، لأن الاعتراض على الاستفادة منها يرجع إلى كون التطوع عملا بلا مقابل في مفهومه العام. كل القطاعات الحكومية والخاصة بحاجة إلى موارد بشرية إضافية، وتزداد قيمتها حين تكون مجانية لتقديم الخدمات للمجتمع على نطاق أوسع، والعمل التطوعي أهم الموارد البشرية المجانية، وتوثيق ساعات العمل، كما يراه البعض محفزا لزيادة ساعات العمل والاستفادة منها. في مجال «التطوع» جهات طلب وجهات عرض، فالمتطوع يكتسب خبرة، والجهات تستعين بالمتطوعين لسد الاحتياج. تحدثت مرة مع الدكتورة كريستينا قيفورد «الأكاديمية والمهتمة بالعمل التطوعي بجامعة UCD كاليفورنيا»، حول أهمية ساعات العمل التطوعي لطلاب المرحلة الثانوية بأميركا، وذكرت أن ساعات العمل التطوعي لطلاب الثانوية تؤخذ بعين الاعتبار في القبول الجامعي، وتعدّ خبرة جيدة -لمن يبحث عن عمل- فالعمل التطوعي بتنوع مجالاته يُكسب المتطوعين خبرة ومهارات لمن ليست لهم مسيرة عمل. وتحدثت كذلك مع خبير العمل التطوعي بالسعودية الأستاذ نجيب الزامل، عن أهمية وجود لجان أو جمعيات أو هيئات، فأيد وجودها للتنظيم والإشراف، وأعطى مثالا ناجحا هو «جمعية العمل التطوعي بالشرقية»، مؤكدا أنها نظمت العمل وضمت تحتها جميع الفرق، وأسندت لوائح تنظيمية توافق سياسة المملكة. أما عن مسألة توثيق ساعات العمل التطوعي والاستفادة منها بالدراسة أو الوظيفة، فاعتبر «الزامل» أنها تُخرج العمل من نطاق «التطوع» إلى العمل بشكل عام، وقال إنه يمكن أن يطلق عليها «ساعات العمل العام» وليس ساعات التطوع، لأن العمل التطوعي بمفهومه العام هو تقديم الخدمات والمساعدات طوعيا بلا مقابل. وأنا شخصيا أتفق مع رأي الأستاذ نجيب في مفهوم العمل التطوعي، وأضيف أن توثيق ساعات التطوع يمكن أن يكون من أجل التوثيق في الجهات الإشرافية، لقياس نتائج العمل التطوعي وتقييمه وتوجيهه، ويمكن أن نتجاوز عمن يريد الاستفادة منها كما يسميها «نجيب» ساعات العمل العام، لأنها تخدم العمل بشكل عام، وتخدم المجتمع.