قالت قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد إن تركيا وحلفاءها من مقاتلي المعارضة السورية شنوا الخميس هجوما بريا كبيرا استهدف ثلاث قرى على الرغم من وقف إطلاق النار، وحثت الولاياتالمتحدة على التدخل على الفور لوقف الهجوم. وقالت قوات سورية الديموقراطية في بيان إن الهجوم الذي نفذته القوات التركية على القرى الواقعة "خارج منطقة وقف إطلاق النار" أجبر آلاف المدنيين على الفرار. وأضافت أن الاشتباكات ما زالت دائرة هناك. وأضاف البيان "على الرغم من التزام قواتنا بقرار وقف إطلاق النار وانسحاب قواتنا من كامل منطقة وقف إطلاق النار إلا أن الدولة التركية والفصائل الإرهابية الموالية لها ما زالت تنتهك عملية وقف إطلاق النار وما زالت مستمرة في حرب الإبادة ضد شعبنا وقرانا". من ناحية أخرى قال مصطفى بالي المسؤول بقوات سورية الديمقراطية على تويتر إن قواته ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس. وانسحبت القوات الكردية من مواقع عدة في شمال شرق سورية حدودية مع تركيا، تطبيقاً لاتفاق أبرمته موسكووأنقرة مكنهما من فرض سيطرتهما مع دمشق على مناطق كانت تابعة للإدارة الذاتية الكردية. وبدأت القوات الروسية الأربعاء بموجب الاتفاق تسيير أولى دورياتها في المناطق الشمالية قرب الحدود مع تركيا، لتملأ بذلك فراغا خلفه انسحاب القوات الأميركية، في وقت نوّه الرئيس دونالد ترمب بالاتفاق الروسي التركي. ويقضي الاتفاق الذي توصلت إليه روسياوتركيا بانسحاب القوات الكردية من منطقة حدودية مع تركيا بعمق 30 كيلومتراً وطول 440 كيلومتراً، ما يعني تخلي الأكراد عن مدن رئيسة عدة كانت تحت سيطرتهم. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فراس برس الخميس "انسحبت قوات سورية الديموقراطية من ست نقاط بين الدرباسية وعامودا في ريف الحسكة عند الشريط الحدودي مع تركيا". ولا تزال القوات الكردية تحتفظ بمواقع جنوب الدرباسية، وفق المرصد. وأفاد المرصد عن اشتباكات بين قوات سورية الديموقراطية وفصائل سورية موالية لتركيا قرب بلدة تل تمر في الحسكة (شمال شرق). ويتعيّن على الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في سوتشي في روسيا، "تسهيل انسحاب" قوات سورية الديموقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، مع أسلحتها من المنطقة الحدودية، خلال مهلة 150 ساعة، تنتهي الثلاثاء. تحذير أميركي لتركيا حذّر وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الخميس من أن تركيا "تسير في الاتجاه الخاطئ" من خلال توغلها العسكري في سورية واتفاقها مع روسيا على تسيير دوريات مشتركة في "منطقة آمنة" هناك. وقال إسبر خلال مؤتمر صحافي في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي إن "تركيا تضعنا جميعًا في وضع رهيب" عبر عمليتها العسكرية في سورية هذا الشهر لمواجهة القوات الكردية التي تحالفت مع الولاياتالمتحدة في الحرب على تنظيم داعش. وأكد أنه يقع على عاتق الحلف الأطلسي حاليًا "العمل معًا لتعزيز شراكتنا معهم وإعادتهم إلى الاتجاه (الصحيح) ليعودوا حليف الماضي القوي والذي يمكن الاعتماد عليه". ويتوقع أن تهيمن مسألة العملية العسكرية التركية في سورية على اجتماع الحلف الأطلسي الذي سيستمر ليومين في وقت قال دبلوماسيون في المنظمة إنهم أجروا محادثات "صريحة" مع ممثلي أنقرة. ودافع إسبر بدوره عن قرار الولاياتالمتحدة سحب القوات الأميركية من شمال سورية، ما ترك المجال مفتوحًا لتركيا لتنفيذ عمليتها. وقال إن "القرار الأميركي بسحب أقل من 50 جنديًا من منطقة الهجوم اتُّخذ بعدما بات جليًا بالنسبة لنا أن الرئيس (التركي رجب طيب) إردوغان قرر (تنفيذ العملية) عبر الحدود"، مضيفًا أن واشنطن لا يمكنها "تعريض حياة هؤلاء الجنود للخطر" أو "بدء معركة مع حليف في الحلف الأطلسي". وأقر الوزير الأميركي "بوجود بعض الانتقادات" للانسحاب الأميركي، لكنه اشار إلى أن "لا أحد عرض بعد بديلاً أفضل لما قامت به الولاياتالمتحدة. نحاول الحفاظ على آفاق استراتيجية للغاية".