استهدفت القوات التركية مناطق في محيط مدينتين حدوديتين سوريتين بقصف جديد امس الأحد في استمرار لعمليتها العسكرية ضد مسلحين أكراد لليوم الخامس رغم مواجهتها لمعارضة دولية عنيفة. وتواجه تركيا تهديدات من الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف التوغل بينما نددت جامعة الدول العربية بالعملية العسكرية وقالت ألمانيا وفرنسا، حليفتا أنقرة في حلف شمال الأطلسي، إنهما أوقفتا صادرات السلاح لتركيا. وبدأت تركيا عمليتها العسكرية عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها جماعة إرهابية موالية لمسحلين أكراد على أراضيها. قلق دولي من نزوح سوري جماعي وفرار إرهابيين من السجون الكردية وقال مراسل لرويترز في مدينة جيلان بينار الحدودية التركية إن صوت إطلاق النار دوى في وقت مبكر من صباح الأحد في مدينة رأس العين ومحيطها، وهي إحدى مدينتين يتركز عليهما الهجوم، كما واصلت المدفعية التركية استهداف المنطقة. وتقدمت قوات من جماعات سورية معارضة تدعمها تركيا إلى داخل مدينة رأس العين السبت. وقالت تركيا إن هذه القوات تمكنت من السيطرة على وسط المدينة بالفعل بينما نفت القوات التي يقودها الأكراد ذلك وقالت إنها شنت هجوما مضادا. وفي تل أبيض، وهي المدينة الأخرى التي يركز عليها الهجوم وتقع على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب، قال شاهد في مدينة أقجة قلعة التركية الحدودية المتاخمة إن مدافع الهاوتزر التركية قصفت الأحياء الواقعة على مشارفها. وأثارت العملية العسكرية قلقا دوليا بشأن النزوح الجماعي للمدنيين واحتمال فرار أسرى داعش من السجون الكردية. وقالت وزارة الدفاع التركية امس إنها "حيدت" 480 من مسلحي وحدات حماية الشعب منذ بدء العملية وهو تعبير يستخدم عادة للإشارة لقتلهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك أسفرت عن مقتل 74 من المقاتلين الذين يقودهم الأكراد و49 من جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا و30 مدنيا. وذكرت وسائل إعلام تركية ومسؤولون أن 18 مدنيا قتلوا في تركيا في قصف عبر الحدود. وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سورية إن قرابة 200 ألف شخص نزحوا بسبب القتال حتى الآن في حين قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن ما يربو على مئة ألف شخص غادروا مدينتي رأس العين وتل أبيض. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) استعادت السيطرة على مدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة بشكل شبه كامل. وأوضح المرصد أن استعادة قسد، التي يقودها الأكراد، للمدينة جرت بعد هجوم معاكس قُتل فيه 17 من الفصائل الموالية لتركيا، إلى جانب مقتل أربعة من قسد. وأوضح المرصد أن الاشباكات بين الجانبين أفضت إلى انسحاب الفصائل من المنطقة الصناعية. وأضاف أن الاشتباكات تتركز الآن في منطقة معبر رأس العين بالإضافة لمحور تل حلب، وسط قصف مكثف وعنيف بشكل متبادل. وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد "فرار 785 شخصاً" من أفراد عائلات تنظيم داعش من مخيم عين عيسى للنازحين بعدما طاله قصف القوات التركية. وأفادت الإدارة الذاتية والمرصد السوري لحقوق الإنسان بانسحاب عناصر الحراسة من المخيم، الذي يقطنه 13 ألف نازح بينهم أفراد عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب. وأكد المرصد السوري فرار عائلات مقاتلي التنظيم "تباعاً مع انسحاب غالبية عناصر الحراسة منه للانضمام إلى معارك كانت تدور على بعد أقل من عشرة كيلومتر بين قوات سورية الديموقراطية ومقاتلين سوريين موالين لأنقرة". مركبات الجيش التركي تتمركز قرب الحدود التركية السورية (رويترز) إجلاء رجل مسن من مبنى أصيب بصاروخ قرب الحدود التركية مع سورية (ا ف ب)