يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معركة من أجل البقاء السياسي في انتخابات تشهد منافسة شرسة جرت أمس الثلاثاء قد تنهي هيمنته المستمرة على الساحة السياسية منذ عشر سنوات. وتشير استطلاعات الرأي الى احتدام المنافسة بين حزب أزرق أبيض الوسطي بزعامة بيني جانتس رئيس أركان الجيش السابق وحزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو لكنها تشير أيضا إلى أن حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف قد يلعب دور صانع الملك في محادثات الائتلاف. ولدى إدلائه بصوته في القدس قبل العاشرة صباحا بقليل، قال نتنياهو وقد بُح صوته بعد حملة انتخابية استمرت أسابيع "(الانتخابات) متقاربة للغاية. أدعو جميع مواطني إسرائيل إلى الخروج للتصويت". وصوت جانتس بعد قليل من ذلك في مدينة روش هاعين وتمنى حظا سعيدا للجميع. ويحظر القانون على الرجلين الدعاية الانتخابية عبر وسائل الإعلام الرئيسية، لذا لجأ الاثنان إلى شبكات التواصل الاجتماعي. فعبر بث حي على تويتر، استنفر نتنياهو قاعدته الانتخابية وحثهم على التصويت له. أما جانتس فقد نشر تسجيلا مصورا لنفسه وهو يتحدث من نافذة سيارته مع امرأة من أنصاره في سيارة أخرى. وتشير حملات الحزبين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية الثانية في إسرائيل خلال خمسة أشهر إلى خلافات بسيطة بينهما بشأن العديد من القضايا المهمة مثل الصراع الإقليمي في مواجهة إيران والعلاقات مع الفلسطينيين والولايات المتحدة والاقتصاد. ولن يؤدي انتهاء حقبة نتنياهو على الأرجح إلى تغيير كبير في السياسة بشأن القضايا الخلافية الساخنة في عملية السلام مع الفلسطينيين التي انهارت قبل خمس سنوات. وتمت الدعوة للانتخابات بعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات أبريل التي تساوى فيها ليكود مع أزرق أبيض، إذ حصل كل حزب منهما على 35 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست أو البرلمان. وهذه هي المرة الأولى التي تجري فيها إسرائيل انتخابات مرتين في عام واحد. ويصور نتنياهو (69 عاما) نفسه على أنه لا يمكن الاستغناء عنه ويشعر بالإحباط من مدى رضا الناس عن فترة ولايته التي تجاوزت أي رئيس وزراء إسرائيلي آخر. فقد شغل المنصب من يونيو حزيران 1996 حتى يوليو 1999 وتولاه مجددا منذ مارس 2009. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة السابعة صباحا و تغلق في العاشرة مساء عندما تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع لتعطي أول مؤشر عن النتيجة. وحاول كل من نتنياهو وجانتس (60 عاما) تنشيط قواعدهما وجذب الأصوات من الأحزاب الصغيرة. ويصور نتنياهو جانتس على أنه عديم الخبرة وغير قادر على كسب احترام قادة العالم مثل ترمب. ويتهم جانتس نتنياهو بمحاولة صرف الأنظار عن احتمال توجيه تهم فساد له والتي وصفها رئيس الوزراء بأنها بلا أساس.