ليس أسهل من أن يأتي شخص ويدعي العلم أو المعرفة أو السلطة أو الثراء أو الرجولة، نعم هل تعلم أن هناك من يدعي حتى الرجولة ذاتها!؟ وحديثنا سيكون تحديدا عن عالم الأزواج، وما أدراك ما عالم الأزواج؟ ولأنه عالم ممتد الأطراف وواسع الفضاء، فسيكون الحديث تحديدا عن ذلك الزوج، الذي سمع مصطلح أن الزوجة قرة عين، فبدأ يطالب زوجته بأن تكون له (قرة عين)!، كلنا مرّ بنوع من البرودة في الطقس، يشعر بها بالخفة والفرح والابتهاج، التي تسعد القلب فيشعر وهو يحتسي فنجان قهوته أو يقرأ كتابه أو حتى وهو يتعطر بعطره المفضل فيقول: يا لهذه البرودة الرائعة، وكم أنا سعيد بهذا الجو الرهيب. هذه تماما هي قرة العين، وقد ذكرت في السياق القرآني، واختصّ بها الزوجات والأبناء، وذلك لشدة الالتصاق بهم. طبعا أفترض أن الذكور قد غادروا هذا المقال ولم يكمل إلا الرجال الحقيقيون. عزيزي الرجل، زوجتك ستكون كذلك إن كنت أنت لها كذلك. فكيف تكون أنت كذلك وأنت تمطرها سبا وشتما؟ هل قلت: إنك لا تفعل وإنك تصنف نفسك (واعيا) لا تسب ولا تشتم! إذن، ما بالك تتركها وحدها من دون مساهمة مالية لأنها موظفة؟ وتتركها وحدها من دون دعم نفسي لأنها تطالع كتب التنمية؟ وتتركها وحدها من دون أن ترفع رأسها أمام أهلها في المناسبات القليلة التي تشاركهم فيها؟ وتتركها وحدها تنام وهي قلقة لأمر سبب لها هما وأنت تعلم بذلك؟ وتتركها تفيق في الصباح من دون أن تطبع قبلة على رأسها وتحديدا بين عينيها؟ إن لم يتساعد هؤلاء القلة القليلة من الرجال بكل صدق في تحمل مسؤولية (الزواج) بكل أبعاده، فإننا سندخل في تحديات مرهقة لأنفسنا ولزوجاتنا ولأسرنا. وطبعا لا يخرج أحد ويقول: أنت تجعل كل شيء علينا وزوجاتنا ماذا عليهم؟ فأقول: نحن لا نقرر ما هو مقرر، فالمسوؤلية مشتركة بين كلا (الزوجين)، وبدل هذا الاعتراض كن عمليا أكثر وقم الآن وفاجئ قرة عينك بهدية، أو بتمشية على البحر إن كنت تستطيع ذلك، وأقلها أن تسحب ورقة بيضاء من تلك التي بجانبك وترسم عليها قلبا وتضع اسمها في داخله وتقدمه لها، أو تصوره وترسله برسالة واتس آب إن كانت عنك بعيدة، فهيا إلى العمل العمل، وإلى التطبيق التطبيق. "ربنا هبّ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما".