إذا سألت أي مدير عن الصفات والمهارات التي يطلبها في الموظف، فسوف يحدثك عن الأمانة والإخلاص والثقة بالنفس والاتجاهات الإيجابية تجاه العمل وتجاه الآخرين، وتحمل ضغوط العمل والمسؤوليات الإضافية، ومن يملك الحافز الذاتي والرقابة الذاتية، ومهارة المبادرة والتفكير الإيجابي، والمهارات القيادية. تلك صفات ومهارات مطلوبة من الجميع في كافة مجالات العمل. السؤال: هل يستثمر المديرون فعلاً تلك المهارات والقدرات أم يلجأ بعضهم إلى تعطيلها بسبب الأسلوب الإداري السائد في بيئة العمل. من أهم صفات المدير الناجح استثمار قدرات الموظفين وتطويرها لمصلحة الموظف ومصلحة العمل. الموظف المميز إذا وجد نفسه في بيئة عمل لا تعطيه الفرصة للإضافة والتطوير والتقدم المهني فإنه في الغالب سيبحث عن بيئة عمل أخرى. هنا نقطة جدلية، هل الاتكالية على المدير والرجوع إليه للتوجيه في كل الأمور صغيرها وكبيرها سببها الموظف أم مركزية المدير؟ وإذا كان الموظف هو السبب فهل يستطيع المدير تحمل ضغوط عمل إضافية على مسؤولياته الأخرى؟ صحيح أن التوجيه مهم وهو من مسؤوليات المدير، ولكن إلى أي مدى يمتد هذا التوجيه؟ أحد المهتمين بهذا الموضوع هو السيد كيمبرلي بيترز مؤلف كتاب بعنوان (كيف تكون موظفاً جيداً) يصف الحالة ما يلي: (إذا كان لدى المدير 50 موظفاً، وكل موظف يحتاج 5 دقائق من وقت المدير يومياً، هذا يعني أن المدير سيقضي 250 دقيقة، أو أربع ساعات للإجابة على تساؤلات الموظفين والتعامل مع القضايا التي تمر بهم، هذا الوضع سيكون على حساب المسؤوليات الأخرى، كما أن الموظف الذي يرجع لمديره في كل شيء لن يتمكن من تطوير نفسه). الموظف المميز هو الملم بالأنظمة والإجراءات ويعرف مهامه جيداً، وبالتالي فهو لا يتسبب بحدوث مشكلات بل يساهم في حلها خاصة إذا كان في بيئة عمل تقدر ثقة الموظف بنفسه وتتيح له المجال للإبداع والتطوير واتخاذ القرارات. ماذا عن المدير، هل يفضل الموظف الذي يطرق بابه بشكل مستمر طلباً للعون والتوجيه، أم الموظف الذي يملك القدرة على التصرف دون أن يزعجه ويأخذ من وقته؟ هل يبحث عن موظف يمتلك مهارات قيادية توفر للمدير الأفكار والحلول الريادية أم يفضل الموظف الذي ينتظر الأوامر؟، هل يعطي الفرصة للموظف الطموح الذي لديه أهداف مستقبلية واضحة؟ ماذا سيفعل مع الموظف الذي يملك مهارات قيادية، هل يستثمرها أم يدفعه للرحيل؟.