تلقى الكاتب المتخصص في الإدارة جاك وليش سؤالاً من أحد الموظفين يقول: هل الأفضل أن أعمل مع مدير سيئ في شركة جيدة، أم أعمل مع مدير جيد في شركة ضعيفة؟ وجاءت إجابته حاسمة: اعمل مع الشركة الجيدة. أحد تبريرات تلك الإجابة تقول إن الشركة الجيدة سوف تكتشف المدير غير الجيد وتستبدله. هذا الوضع قد يتيح الفرصة للموظف للترقي. ثم إن المدير الجيد في شركة ضعيفة قد يغادر فيجد الموظف نفسه في موقف صعب. طبعاً لا يمكن الأخذ بتلك الإجابة وكأنها مسألة رياضية. هناك احتمالات أخرى منها أن يعمل الموظف مع مدير جيد في شركة ضعيفة هي فرصة للموظف إذا كان يملك الكفاءة وقوة الشخصية لمساندة المدير لنقل الشركة إلى مرحلة أقوى. كما أن العمل مع المدير الجيد فرصة للموظف للتدريب والتقدم واكتساب المعرفة والخبرة، وبالتالي لن يجد نفسه في موقف صعب إذا غادر هذا المدير. الجانب الأهم في منظومة العمل بشكل عام هي ألا يكتفي الموظف بالعمل وفق واجباته ومسؤولياته كما هي في الوصف الوظيفي، وإنما يخرج منها إلى ساحة المبادرات وتقديم الأفكار التطويرية ليس من أجل إرضاء المدير وإنما لمصلحة المنظمة بشكل عام. على الموظف أن يتذكر أنه يعمل للمنظمة وليس للمدير، وأن يستثمر هذا الشعور بتعزيز العلاقة مع المدير وليس العكس. الموظف الجيد هو الذي يعمل مع مديره كفريق عمل ويستفيد ويفيد في علاقة مهنية إيجابية. هو الذي يساعد المدير على تحقيق النجاح لمصلحة العمل وليس لمصلحة شخصية. هو الذي لا يستعجل الصعود إلى أعلى. هو الذي يعمل لتطوير نفسه وليس للتغلب على الآخرين. الموظف له دور في إيجاد بيئة عمل إيجابية. المدير لوحده - مهما كان تقييمه - لا يستطيع توفير هذه البيئة من دون فريق العمل. لذلك ليس من المجدي أن ينتظر الموظف ماذا يفعل أو يقول المدير أو يستمع إلى آراء الآخرين في مديره. الموظف أو المرؤوس الناجح هو الذي لا يقف موقف المتفرج، بل يعمل كعضو فاعل ومؤثر يثق في نفسه وقدراته ويعمل في إطار أهداف واضحة ويسلك طريق التطوير الذاتي ويبني علاقة إيجابية مع المدير والزملاء ويساعد رئيسه في تقديم الحلول وليس طرح المشكلات فقط. إن العلاقة الجيدة مع المدير مطلوبة ومهمة، ولكنها غير كافية مهما كان مستوى أداء المدير أو مكانته في المنظمة. هذه العلاقة الجيدة لا تكتمل إلا بعلاقة جيدة وبناءة مع زملاء العمل لبناء فريق يسعى بالتعاون لتحقيق أهداف مشتركة وليس التنافس لتحقيق أهداف خاصة.