مع أهمية الصفات والمهارات القيادية في القائد الإداري ومنها القدرة على اتخاذ القرارات، وقيادة فريق العمل نحو تحقيق الأهداف، إلا أن تلك الصفات والمهارات لا تكتمل بدون العمل الجماعي، والاحترام المتبادل بين الرؤساء والمرؤوسين، والعمل في إطار الأنظمة والصلاحيات المعتمدة. في بيئة العمل في القطاعات المختلفة وفي كل بلد، يوجد من القياديين من يمارس مسؤولياته بفردية تامة دون اعتبار لآراء الآخرين. ويزيد الطين بلة بتعامل متغطرس مع زملاء العمل، ويجيز لنفسه اختراق النظام انتصارا لما جرت عليه العادة. وقد يتضح له صحة رأي زميلة في موضوع معين ولكنه يركب مركب العناد معتقدا أن الأخذ برأي الآخرين هزيمة لقيادته وقدراته الخارقة. إن بيئة العمل الإيجابية الجاذبة التي يسودها العمل الجماعي والاحترام والرؤية المشتركة والرقابة الذاتية، والالتزام بالأنظمة، واتقان العمل هي بيئة يقف خلفها قائد ناجح. وإذا أردنا أن نتعرف على القيادة الناجحة علينا أن نشخص حالة الرضا الوظيفي وأن نسلط الضوء على مكونات بيئة العمل ومنها بطبيعة الحال النمط القيادي للإدارة. هل هذا النمط فردي وتسلطي ويريد مساعدين ينفذون دون تفكير، أم هو نمط يثق بفريق العمل، وينتظر منه الحلول والمبادرات، ويتقبل الآراء المخالفة؟ هل المدير يريد النجاح لنفسة أم للجميع؟ هل يحيط نفسه بالمساعد المفكر، المبدع، الخبير أم المساعد الذي ينتظر التوجيهات وينفذها حتى وهو غير مقتنع بصحتها أو نظاميتها؟ هل يمارس المدير تفويض الصلاحيات أم يحتكر كل شيء لنفسه؟ هل يسعى لاكتشاف القيادات ويعمل على تطويرها أم لا يرد هذا الموضوع في قائمة اهتماماته وأولوياته؟ هل ينسب كل نجاح لنفسه أم يقدر انجازات الآخرين؟ ما هو نمط العلاقات الانسانية السائد في بيئة العمل؟ هل يعمل الموظفون بدافع الرغبة أم الرهبة؟ هل يتلقى المرؤوس ملاحظات موضوعية من رئيسه أم عبارات غير لائقة؟ وأخيرا ألا يدرك القيادي أنه لن ينجح إلا من خلال فريق العمل وكسب قلوب العاملين معه واحترام عقولهم قبل احترام النظام؟ [email protected]