هل تفضل أن تعمل مع مدير يوجهك ماذا تفعل، أو يقول لك (حسب النظام) أو يطلبك للتفاهم، أو يتصل بك هاتفياً مستفسراً أو لطلب مزيد من المعلومات؟ وماذا عن المدير، هل يفضل أن تأتيه الحلول والمقترحات من العاملين معه، أم يريد أن يختار هو الحل والتوجيه بإجراء معين وبالتالي فهو ينتظر من العاملين معه طلب التوجيه. السؤال يمكن طرحه بصيغة أخرى: أيهما أفضل مدير يبتدع الحلول أم مدير يطلب من العاملين تقديم الحلول ويشجع على ذلك بل يرفض أن تصله معاملة يطلب فيها الموظف التوجيه؟ من النصائح الإدارية التي تقدم للمرؤوس أن يقدم لرئيسه الحلول وليس المشكلات. أحد المرؤوسين حاول أن يفعل ذلك فقال له الرئيس: أنت تعلمني شغلي. أما الآخر الذي شرح المشكلة لرئيسه ثم طلب منه التوجيه فجاءه الرد: هذا عملك، هل تريدني أن أقوم بعملك؟ المدير الذي يطلب الحلول من الموظف يثق به، أما الموظف الذي ينتظر الحل من رئيسه فهو لا يثق بنفسه. هل نستطيع القول إن الحل هو الاستناد على النظام من قبل الطرفين. ولكن من المعروف أن من المهارات المطلوبة في المدير القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات، ولذلك يوجه النقد للمدير الذي يتعامل مع القضايا المختلفة بعبارة (حسب النظام) ومن زاوية أخرى يوجه له الثناء لأنه يحترم النظام. تحضرني في هذا الموضوع طرفة تقول إن أحد المديرين بعد الحملة على الفساد صار يشرح على كل المعاملات التي تصل إليه (حسب النظام). من يقرأ السطور السابقة من المديرين والمرؤوسين قد يتوقف عن القراءة محتجاً قائلاً: حيرتنا، ماذا تريد بالضبط؟ وأقول إنه لا يوجد دليل يتضمن خطوات إجبارية تعلم الناس كيف يديرون أعمالهم. توجد كتب لا حصر لها في الإدارة واتفاق على الأسس والمهارات وأهمية الأنظمة. أما الممارسات فهي تختلف من شخص لآخر وليس من المناسب فرض طريقة عمل واحدة على الجميع. هذا أمر تحدده طبيعة العمل، والثقافة السائدة في بيئة العمل. المتفق عليه هو أهمية الثقة وتنمية الشعور بالمسؤولية من خلال المشاركة. ثقة المدير بالموظف تجعله يطلب رأيه، وثقة الموظف بنفسه تجعله يوضح لرئيسه أن توجيهه غير مناسب ويشرح له أسباب ذلك. Your browser does not support the video tag.