قريبًا سيحل الربيع على البلاد، وحينها سيكون اللقاء، المنتظر منذ دهور طوال، سأرتدي فستانًا من الزهور التي ستهب حياتها من أجل فستان العروس العجوز علها بألوانها الشابة تغطي بعض تجاعيد الزمن داخل عيني.. تمسح من وجنتي آثار الدمع السخي.. منذ أخذوك من أمامي قبل الليلة الموعودة.. الليلة الوحيدة التي قرر لها أن تكون فرحاً على أهالي الحي غير أنها كانت كالبقية مخادعة لا أكثر ولا أقل.. دهران.. أربعة.. خمسة.. أنسى الأرقام في محاولة لعدم نسيان ملامحك الغجرية المتمردة على قانون ترجيتك أن تكون عبده كما العالم من حولنا تحته.. لأجلنا.. ويوسف وبنيامين ومريم الصغيرة.. وبيتنا الذي كان سيزهر بزهور فستان عرسي المقطوفة من أرض القانون.. لأجلنا.. والحياة المقرر لها أن تراقصنا.. قبل أن تقرر قطع الشجرة عوضاً عن الزهرة التي يسهل التستر عنها والهرب من العقاب لحيث نكون وحدنا في بيتنا الذي اخترت زهوره هذه المرة بعيداً عن الفستان الجاف المنتظرك أمام الزنزانة في اليوم الأول لبداية الربيع.. ربيع ما في مخيلتنا المسقي بروحك.. روحك النائمة تحته..!