تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لزيارة الجمهورية التونسية قبيل انعقاد القمة العربية الثلاثين تأكيدا على ترسيخ وتنامي العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية بين البلدين، وتحمل تلك الزيارة في بعدها السياسي والاقتصادي تمتين التعاون المشترك للبلدين وتعزيز الاستقرار للمنطقة العربية ويوضح مبارك ال عاتي - محلل سياسي - ما تميزت به العلاقات السعودية التونسية منذ قيامها أثناء حرب استقلال تونس بعراقتها وتاريخيتها فهي تعود إلى عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي استقبل سنة 1951 زعيم الحركة الوطنية التونسية القائد الحبيب بورقيبة وبصحبته محمد المصمودي وزير الخارجية التونسي آنذاك، وقدمت المملكة الدعم المادي والمعنوي مما أسهم في دعم الحركة الوطنية في نضالها من أجل تحقيق الاستقلال. مؤكدا على أن المملكة العربية السعودية وتونس تتبادلان الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بينهما لما فيه مصلحة شعبي البلدين الشقيقين وتفعيل كل الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في كل مجالاتها حيث تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للجمهورية التونسية وبرفقته وفد كبير في مرحلة مهمة ومفصلية حيث تتعافى تونس من حالة الفوضى وتدخل مرحلة الاستقرار والنماء الاقتصادي الذي بكل تأكيد سيلقى دعما سعوديا كبيرا في سبيل استمراره. سيلتقي خادم الحرمين الشريفين بأخيه فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد مما يؤكد أن الزيارة ستشكل التزاما سعوديا بدعم نماء واستقرار وأمن تونس ومساعدتها على تحقيق آمال الشعب التونسي وتجنيبه التدخلات والضغوط الأجنبية ودعم مفاصل الاقتصاد التونسي وقال ال عاتي إن الزيارة تعتبر فرصة قوية ومهمة لدعم علاقات الأخوة بينهما وتنميتها في كافة المجالات وهي فرصة لتونس لطلب واقتراح مشروعات استثمارات سعودية جديدة، خصوصا أن حجم هذه الاستثمارات حاليًا ملياري دينار؛ ما يُعادل 600 مليون يورو.. ومن جهته قال المحلل والكاتب السياسي فهد ديباجي إن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى تونس تؤكد العلاقة الوثيقة بين المملكة وتونس والتي توطدت منذ زمنٍ طويل حيث كانت مثالاً للعلاقة الوثيقة والراسخة، وتميزت بروابط وتعاون جعلت لكلَا البلدين مكانة كبيرة عند حكامهم وشعبهم، وهي نموذج لعلاقةٍ أخوية أكدها مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- منذ العام 1951 وزعيم الحركة الوطنية لتونس المرحوم بو رقيبة. مضيفا أن زيارة الملك سلمان -حفظه الله- والتي تعتبر الأولى تعد تتويجا لهذه العلاقة القوية والمستمرة وحرص القيادة في بلادنا على استمرار العلاقات مع كل العرب وكل العالم الإسلامي والتي تؤكد على هذا الدور في الاجتماعات والقضايا العربية كما أنها تمثل استمرار دعم الشراكة بين البلدين. كما أنها تأتي ضمن مراسم حضور القمة العربية وتسليم القمة لتونس والتي تستعدّ تونس لاحتضانها، يوم 31 مارس الجاري. وشدد ديباجي على أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وتونس الشقيقة علاقة استراتيجية ومترابطة وقوية ووثيقة ومتينه وتتسم دائما بالإيجابية والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات تثبت هذه الإيجابية وخصوصا في ملف مكافحة الإرهاب والمتطرفين من أجل حفظ أمن واستقرار المنطقة العربية، وذكر ديباجي أن الشواهد على هذه العلاقة أكدها الاستقبال المشرف لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتقليد الرئيس التونسي لسموه الصنف الأكبر من وسام الجمهورية، وتصريحه عن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وقوة العلاقة مع المملكة العربية السعودية حين قال: مؤسس المملكة ساهم في رسم سياسة تونس، وسياسة المراحل هي السياسة التي تتبعها تونس، وهي من تخطيط الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. أيضا ما تتميز به العلاقة بين الملك سلمان والرئيس الباجي قائد السبسي من تفاهم وتقارب في الرؤى، ومن مظاهر ذلك زيارة السبسي للمملكة لتقديم التهنئة للملك سلمان على توليه مقاليد الحكم، وما زيارة الملك سلمان لتونس إلا انطلاقة جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين ستكون لها أهمية بالغة، وانعكاساتها بين البلدين والشعبين وتطوير العلاقات في كل المجالات.