تحتفل الجمهورية التونسية اليوم بالذكرى الستين للاستقلال، والتي تأتي تخليداً لذكرى الأجيال التي ضحت من أجل الاستقلال ومن أجل بناء الدولة المستقلة. ويحتفل الشعب التونسي بمختلف أطيافه ومكوناته بنجاح التجربة السياسية التي عرفتها البلاد وأصبحت بفضل انتهاج مختلف الأطراف السياسية والمنظمات تجربة رائدة قوامها الحوار ومنهجها التوافق، في ظل حصول الجمهورية التونسية «ممثلة في الرباعي الراعي للحوار الوطني»، على جائزة نوبل للسلام سنة 2015م، والذي يعد تكريماً لكافة أطراف الشعب التونسي واعترافا دوليا بنجاح التجربة التونسية في الانتقال السياسي. وتحتفل سفارة تونس الشقيقة لدى المملكة بهذه المناسبة العزيزة على كل تونسي وتونسية في الداخل والخارج، وتأتي هذه الاحتفالات في سياق ما بلغته العلاقات الأخوية والمتميزة والعريقة القائمة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية بفضل الإرادة السياسية والرعاية الموصولة لقيادة البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأخيه رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي. الملك عبد العزيز أسس العلاقات المتينة بين البلدين وساند التونسيين في معركة الاستقلال والمتابع لسير العلاقات التونسية -السعودية، يلاحظ جلياً أنها علاقات أخوية قوامها التعاون، علاقة ليست وليدة اليوم، بل ان جذورها ضاربة في التاريخ، وتعود إلى عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي كان خير سند للتونسيين في معركتهم من أجل تحقيق الاستقلال. اتفاقية الصداقة والتعاون كان لإبرام اتفاقية الصداقة والتعاون بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية، سنة 1966م خير أثر على إرساء علاقات متينة بين البلدين في مختلف المجالات. وعلى هذا النهج من الأخوة والتعاون المثمر بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية الذي أرسى دعائمه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ومضى على نهجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - استمرت العلاقات الثنائية بين المملكة وتونس وتدعمت عبر تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. الملك سلمان والرئيس السبسي فتحا آفاقاً واعدة أمام رجال الأعمال بالبلدين لدعم الاستثمار والشراكة زيارة رئيس الجمهورية التونسية وبفضل الإرادة السياسية الراسخة التي تحدو قائدي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي - اكتسبت العلاقات السعودية - التونسية زخماً سياسياً متنامياً، تجسد ذلك من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس قائد السبسي، خلال شهر ديسمبر الماضي تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين، والتي كانت فرصة متجددة لبحث أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، وتوجت بالتوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والأمنية التي تفتح آفاقاً واعدة أمام رجال الأعمال بالبلدين لدعم المبادلات التجارية والاستثمارية والشراكة. زيارة ولي العهد لجمهورية تونس كما كانت الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في بداية شهر مارس لتونس ولقائه برئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، فرصة متجددة لبحث علاقات التعاون القائمة بين المملكة وتونس في مختلف المجالات بالإضافة للتأكيد على متابعة التشاور السياسي بين البلدين بخصوص المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. مجلس الأعمال السعودي التونسي ومثل انعقاد مجلس الأعمال السعودي-التونسي المشترك، على هامش زيارة رئيس الجمهورية التونسية الأخيرة للمملكة، خير حافز للقطاع الخاص لمزيد استغلال الفرص الاستثمارية بالبلدين على أمثل وجه. العلاقات الثنائية بين البلدين عززت التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ويأتي تأكيد وزير الخارجية بالمملكة الأستاذ عادل بن أحمد الجبير خلال زيارته إلى تونس بتوفر فرص استثمار كبيرة وكل الظروف التي تشجع على الاستثمارات الخارجية بتونس، بالإضافة إلى تأكيده وجود رغبة لدى القطاع الخاص السعودي في تعزيز الاستثمار في تونس، رسالة طمأنة لمستقبل التعاون الثنائي الواعد في مختلف المجالات وفتح آفاق رحبة للمضي قدما للاستثمار والشراكة بالبلدين. العلاقات التاريخية ان العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وتونس راسخة ومنفتحة على آفاق كبيرة من التطور والشمول تدفعها الارادة السياسية الصادقة للقيادة في البلدين والطموحات والتطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في كل من المملكة وتونس، مما يؤكد على قوة علاقة الاخوة بين بلدينا والتي نسعى الى تطويرها وتعزيزها في كنف التعاون الاخوي المثمر وتبادل المصالح لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين. تونس التاريخ والثقافة تعد الجمهورية التونسية أحد أهم المتاحف الأثرية المفتوحة في العالم لما تحتويه من معالم أثرية وتاريخية ذات شأن عظيم، ففيها أول مسجد تم تشييده في بلاد المغرب العربي، ومدنها العتيقة من أفضلها محافظة وجمالاً عبر العالم، ومن إرثها الحضاري هناك سبع مواقع صنفتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي للإنسانية. تونس أرض مفعمة بالتاريخ وإرث تاريخي عريق وملتقى طرق الحضارات المتوسطة، تاريخها حافل بالأمجاد والإزدهار. الملك سلمان وأخوه الرئيس السبسي واصلا تطوير العلاقة والشراكة بين البلدين الرئيس السبسي لدى استقباله ولي العهد الأمير محمد بن نايف جانب من الاحتفالات التونسية السابقة شارع الحبيب بورقيبة في تونس