برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، تنظم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض حفل تكريم للأديب الموسوعي عبدالكريم الجهيمان عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم بمركز الملك فهد الثقافي، وذلك ضمن الأسبوع الثقافي السنوي للجمعية "وفاء"، ويتخلل التكريم ندوة علمية تستمر ليومين، يُقدم فيها أوراق علمية وفيلم تعريفي عن الجهيمان ومعرض فني شامل لمؤلفاته ومسرحية مستوحاه من الأساطير، وروايات مباشرة لبعض قصصه، ويقدم المتحدثون سبع ورقات علمية عن جوانب كثيرة مهمة في حياة الجهيمان وخدمته للوطن من خلال الثقافة والأدب وحفظ تراثنا الوطني. الصحافة والتأليف يذكر أن الأديب عبدالكريم الجهيمان (1333ه -1433ه) -رحمه الله- كان مثالاً للعصامية في أبرز صورها، حيث عاش طفولة صعبة بعد أن انفصل والده عن والدته، بوضع مغاير لأقرانه آنذاك في محيطه وبيئته مما زرع في نفسه القوة والصلابة مبكرا متجاوزا كل هذه الظروف لينتهي به المطاف إلى أحد أبرز الأدباء والمفكرين. سافر الجهيمان من بلدته "غسلة" بالقرائن، وودع محافظته "شقراء" واختار طريق العلم فالتحق بالمعهد العلمي السعودي، الذي شُيد بعهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وتتكفل الدولة بالسكن والإعاشة والنفقات لطلابه، وسخر عمره الذي امتد لقرن من الزمان في العلم وخدمة الأدب والتراث. كانت الصحافة بابه الأول المطل على العالم فأراد من خلالها أن تكون منبرا لتشكيل الوعي والرقي بالعقول، فكتب بصحيفة "أخبار الظهران" إحدى أوائل الصحف الصادرة بالمنطقة الشرقية، وكذلك في صحف "اليمامة"، "القصيم" وعدة صحف محلية أخرى، عن الأدب والطفل، فكتب لهم مجموعتين من القصص، المجموعة الأولى منهما بعنوان: سلسلة "مكتبة أشبال العرب" والثانية بعنوان: "مكتبة الطفل في الجزيرة العربية" وتهتم بفتح مدارك الأطفال للقراءة، وبث الحكمة في نفوسهم وهم صغار، وإلى جانب ذلك عدد من المؤلفات أبرزها: "موسوعة الأمثال الشعبية"، في عشرة أجزاء، والأساطير الشعبية في خمسة أجزاء. وكتب "أين الطريق" و"رحلة مع الشمس"، و"ذكريات باريس"، و"رسائل لها تاريخ"، و"دخان ولهب"، و"آراء فرد من الشعب"، كما أدلى بدلوه بالشعر في ديوان بعنوان: "خفقات قلب". يُعد الجهيمان -رحمه الله- النموذج الخليجي المقابل للأديب والشاعر الفرنسي تشارلز بيرو الذي اشتهر بأساطير "سندريلا" و"الجميلة النائمة" وغيرها من القصص الحية بالأذهان حتى الآن، فقد وضع الجهيمان موسوعة خاصة بأساطير شعبية استمدها من قلب جزيرة العرب في خمسة أجزاء. وقد نالت شهرة كبيرة خارج الجزيرة العربية وتُرجمت إلى اللغة الروسية، على يد د. شاه رستم شاه موساروف وصدرت في العاصمة موسكو تحت عنوان "حكايات عربية". التكريم والاحتفاء كرمت الدولة -أيدها الله- الأديب الراحل باختياره "شخصية العام الثقافية" بمهرجان الجنادرية 2001م، وتقلد -رحمه الله- وسام الملك عبدالعزيز، تقديراً وتكريماً لجهوده في رفد الحركة الأدبية والفكرية بالمملكة بمؤلفاته المتعددة، وعلى ذات النهج المستمد من رعاية الدولة واهتمامها بالرموز والاحتفاء بهم، بادرت "جمعية الثقافة والفنون"، بتبني مشروع الاحتفاء به كرمز أدبي ضمن "أسبوع وفاء" في عامه الأول، والذي نشرت "الرياض" خبر إقامته وأسماء المكرمين من جميع مناطق ومدن المملكة الأسبوع الماضي حصريا، وسيشهد حفل التكريم مشاركة فاعلة من أدباء وأديبات الوطن، بحضور أبناء وبنات الأديب الراحل.