أكد مستثمرون أن ثورة المعلومات والبيانات التي نعيشها حالياً تحمل أرقاماً وبيانات مهمة لا يمكن أن نتخطاها، ففي العام 2015 على سبيل المثال كانت هناك ثلاثة مليارات مستخدم للإنترنت، يمكنهم خلال دقيقة واحدة إنتاج 350 ألف تغريدة، و530 ألف سناب، و2٫4 مليون بحث في غوغل، و21 مليون رسالة واتساب، و1400 راكب يستخدم تطبيق "أوبر"، و204 آلاف عملية شراء في "أمازون". وتحدث في البداية المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث الرقمية وليد السليمان عن العلاقة بين الإعلام والبيانات، وقال إن المعلومات أو البيانات تشكل وجبة دسمة وثرية، فإذا وضعت بعناية وفهم أمام صناع القرار، فإنها تقودهم إلى إصدار القرارات الاستراتيجية المهمة للمؤسسات والمجتمعات. وأضاف السليمان أن الحياة الرقمية التي أصبحنا نعيشها ونستخدم أدواتها وفرت بيانات ضخمة عن حياة الناس واستهلاكهم، بل وسلوكهم، ما أدى إلى قيام كبرى الدول باستثمار المليارات من الدولارات لإيجاد وصنع هذه البيانات، ثم استخراجها ومعالجتها، والأهم من ذلك تحليلها وإعادة قراءتها، في اتجاه اتخاذ قرارات ذكية. وأوضح أنه لا بد أن نؤكد أن البيانات وتحليلها سواء كان هذا في قطاع الإعلام أو قطاعات أخرى يقدم خدمتين رئيسيتين يجب التعرف عليهما وهما تحليل وصفي، وتحليل نوعي، وهو الذي يقودنا إلى الفهم، ومن ثم الاستثمار الحقيقي في هذه البيانات. ورأي السليمان أن "صناعة المحتوى" هي التحدي الأكبر أمام الإعلام في هذه الفترة ومستقبلياً، وهو ما يعني الاهتمام بشكل كبير بالبيانات أو المعلومات حتى تكون التحديات أقل والنتائج الإيجابية أعلى، وسيكون وجود إعلامي متخصص في هذا أمراً ضرورياً حتى يمكنه أن يفسر لنا ما يدور حولنا من أمور أو ظواهر، وأن يفرق بين ما له قيمة أو غير ذلك، وهذا أمر ضروري بالنسبة لنا كمحللين ومتابعين لقيمة البيانات أو المعلومات، وهي التي تقودنا إلى بناء خطط استراتيجية، ومن ثم اتخاذ قرارات حاسمة. وأكد السليمان أنه لا بد من النظر إلى الإعلام الداخلي أو المحلي في المملكة وهل يواكب الأحداث العالمية، وهل هو قادر على معرفة المحتوى وتحليله وتقديمه في السوق، وهل هو قادر أن يكون متفاعلاً بشكل مباشر مع القراء، كلها أسئلة مهمة يحسمها الاهتمام بالثورة المعلوماتية، وهو ما يوضح ضرورة اعتماد كل الجهات على البيانات الدقيقة، والنظر باهتمام إلى محتوى المعلومات وتحليل هذه المعلومات بما يخدم القضايا الخاصة لكل جهة، وبالتالي مردودها في المجتمع، وهذا ما يتوافق مع الرؤية المستقبلية في المملكة. وأشار السليمان إلى أن رؤيته في هذا الاتجاه نابعة من أهداف رؤية المملكة 2030، والاستغناء عن النفط كمورد أساسي للدولة، إضافة إلى أننا نرى أهدافاً كبيرةً احتوتها هذه الرؤية التي تسعى الدولة لتحقيقها، والتي في ظاهرها تستلزم استثماراً مادياً كبيراً، ولتحسين هذه الأهداف والرؤى بدون أعباء مادية كبيرة يحب الاهتمام بثورة المعلومات والبيانات. وأضاف السليمان "باتت الحاجة ماسة إلى تحول وطني للاستثمار في البيانات أو البترول الجديد ليستخرج منها قرارات استراتيجية ذكية نحقق من خلالها مجتمعاً حيوياً، واقتصاداً مزهراً، ووطناً طموحاً". من جهة أخرى قال المختص في مجال البيانات فهد السعوي إنه يجب التعرف على الأدوات للوصول للمعلومات، وبخاصة مع تنوعها، وأيضا معرفة ما يقدم إضافة نوعية لصانع القرار، وماذا يحتاج هذا الصانع حتى أحدد خطواتي وهذه الأسئلة لا بد من فهمها. وأضاف "المعلومات هنا لا بد أن تركز على أنها تخدم صناع القرار، وتساعد الإعلامي في صناعة القصة القوية والمؤثرة، وعلينا فهم الحاجة إلى البيانات لأنها الأساس في دعم واتخاذ القرار لأن صانع القرار عندما يري المعلومة يستطيع أن يتخذ بناء عليها قراره، ويجب هنا أن تكون المعلومات محددة وليست مشتتة حتى يكون القرار صائباً والنتائج إيجابية وقوية". فهد السعوي