إحدى حركات النفس البشرية حركة الحزن «مشاعر الحزن»؛ وهي انكسار يحدث في أفكارك ابتداءً وتتفاعل معه مشاعرك ثم ينعكس على الجسد فتبين الاستجابة لتلك الحركة/المشاعر فيكون صاحبه سارح البال أو ساهر الليل أو ينظر إلى شيء وهو لا ينظر إليه. إنه عميق الاتصال بشيء في داخله يعرفه وينكره، وتفاعلنا في هذه التجربة الحياتية يقوم على عدد متنوع من الحركات النفسية/المشاعر وأغلب الناس أمام خيارات أربعة في التعامل مع الحزن وكل حسب مستوى أدوات الوعي الفاعلة فيه. والخيار الأول: التشكي والتذمر المستمر، والخيار الثاني: إطلاع صديق على ذلك الأمر الذي تسبب بالحزن مع اختيار اللغة الكلامية المعبرة أي أنه يختار من كلماته وجمله ما يسمح له بأن يمارس الاستيقاظ لا أن يزداد غرقا فيتحول مرة أخرى إلى الخيار الأول والتشكي والتذمر -أما إن وجد من يتشكى ويتبكى لصديق بلا اختيار لكلماته وألفاطه فهو يلحق بأصحاب الخيار الأول بلا شك ويحجز دوره مع انعكاسات المرآة-، والخيار الثالث: عدم إخبار أحد والتعامل معه بأنه أمر طبيعي يتشكل ثم يزول وأنه لا شيء يبقى دائما ومستمرا، والخيار الرابع: التوجه إلى الله (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله). وأما عن كيفية تجاوز تلك المشاعر الحزينة فنجد أن فاديم زيلاند يوصينا بأن نقوم بالحركة والفعل المناسبين لفك ذلك التشكل الطاقي؛ لأن ذلك يغذي نيتك من الحركة والفعل الأمر الذي يولد فعلا وحركة وهكذا دواليك ويشبه زيلاند تلك الحركة والفعل كمن يعطي تيارا كهربائيا للمحرك الذي ما يلبث أن يستجيب ويبدأ بالدوران ولو كان دورانا بطيئا إلا أنه أوجد استجابة أولية وعند هذه النقطة بالتحديد أنت تخلق السريان وخذ هذه الخطوات أولا: أن تعترف أن في داخلك حزناً ثم تواجهه بلطف وبدون مقاومة أو تهرب، وثانيا: أن تسمح له بالخروج وأن يتجاوزك وصدقني مجرد السماح كفيل لك -بإذن الله- بأن يودعك شيئا فشيئا، وثالثا: أن تدرك بأن هناك أغذية للحزن تعمل على زيادته ونموه وتكاثره ومن ذلك الموسيقى الحزينة وأحيانا لا يدرك الحزين بأنه يستمع إلى شيء حزين ما يعمل على تغذية طاقة الحزن لديه ويتفاعل وينفعل وتكون لديه ردات فعل غير ناضجة ثم يتساءل لماذا فعلت كذا وكذا!، ورابعا: البكاء الواعي وأؤكد على فكرة الواعي إذ سيساهم بشكل فعال بتفكيك طبقات الحزن وبشكل مدهش.