نعاني كثيراً من سلطةٍ ما، خفية بداخلنا، تسيطر على عقولنا وتؤرقنا، فتجعلنا في حالة شرود ذهني وسرحان، فهي سلطة «الأفكار السلبية» التي تتحكم بأفكارنا ومشاعرنا، كتحكم الجهاز العصبي بحركة أجسادنا. فالأفكار السلبية بداخلنا لها تأثير خطير على عمل أدمغتنا، وتأثيرها على قدرتنا على التفكير والإبداع في حياتنا، وكذلك التحليل المنطقي للأشياء التي حولنا، فنفقد الشعور بأنفسنا والشعور أيضا بالآخرين. فالأفكار هي المحرك الأول للمشاعر وأي شعور نعيشه في حياتنا، فهي المحرك الخفي لدوافعنا لفعل شيء ما، أو التوقف عنه، فقدرة الإنسان تعتمد على مدى سيطرته على أفكاره سواء كانت سلبية أو إيجابية، والمواقف والذكريات في حياته سواء كانت سعيدة أو حزينة تغذي هذه الأفكار. فالعقل الباطن «اللاوعي» يتحكم بنوعية هذا الأفكار التي تترسب بداخله الكثير من الذكريات، لأنه يعتبر كالوعاء الذي يصب به جميع الذكريات والأفكار والتجارب وحتى المشاعر، فتكون كالطاقة الكامنة حتى تخرج إلى العالم الخارجي، بأسلوب أو طريقة معينة لترسم شخصية حاملها، فإذا كان محصولها تجارب سلبية ومشاعر حقد وكره، فإن النتيجة تكون شخصية فاشلة ومريضة، تميل إلى الشر والانتقام، أما إذا كانت تتغذى على الحب والود والتسامح، فإنها بلا شك تكون شخصية إيجابية وناجحة ومليئة بالتفاؤل. فإن العقل الباطن له تأثير على شخصية الإنسان في معظم قراراته. يجب علينا أن نهتم بتغذية تفكيرنا بأشياء إيجابية ومفيدة لنحفز وظيفة العقل التي تعمل كالمغناطيس، فإذا كان تفكيرك بشيء إيجابي ومحفز فإن هذا الشيء سينجذب إليك ويقوم بتحفيزك للخطوات التالية، وكذلك الأمر عند التفكير بشيء سلبي أو سيئ، فسوف تكون النتيجة عكسية. للتفكير البشري طاقة لا تعرف مسافات أو أزمنة، فيمكن أن نحلق بتفكيرنا لأي مكان يغذيه بالإيجابية والتفاؤل ويعطي شعور الثقة بالنفس، فتعطيه القدرة على إدارة ذاته وأحاسيسه ومشاعره، وتبني بداخله سلوكا بشريا سليما، لتتولد بداخله قناعات بناءة ترتكز على عقل سليم يستطيع فهم الأشياء والاعتقاد بها بمفهومها الصحيح بعيدا عن سوء الظن والتشكيك الذي يغرس بذرة الأفكار السلبية.