تصاعدت جرائم النهب والاختلاس والسطو الحوثي بحق سكان العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا ضمن محاولاتها للحصول على مزيد من الأموال وتمويل ميليشياتها في مختلف جبهات القتال. ولتعويض خسارتها المالية الضخمة في الحديدة، فقد ضاعفت الميليشيا خلال الأيام القليلة الماضية جرائم النهب في صنعاء ومحافظات إب وذمار وعمران وفي منطقة دمت حيث طالت عقارات وأراضي اليمنيين والسطو على المحلات التجارية والمجوهرات، علاوة على نهب محطات النقل وسائقي سيارات الأجرة ومنازل المواطنين من خلال اقتحامها والقيام بنهب كل محتوياتها. ويقول فوزي قاسم وهو أحد سكان قرية الحقب في منطقة دمت التابعة لمحافظة الضالع جنوبي اليمن: «الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً لم تكتف بإخراجنا من منزلنا وقتل شقيقتنا وتهجيرنا قسراً، بل قامت بنهب كل محتويات المنزل بعد اقتحامه وتكسير أقفاله». وفي سياق مسلسل النهب المنظم يفيد سكان في صنعاء أن الحوثيين ضاعفوا فرض الجبايات والإتاوات وقاموا بفرض مبالغ مالية إضافية على ملاك المنازل والمستأجرين، في حين يشير مركز العاصمة المتخصص بالحقوق في صنعاء إلى أن الإيرادات التي تجبيها ميليشيات الحوثي من ضرائب الإيجارات تصل إلى نحو أربعة مليارات ريال يمني سنوياً، وسيرتفع المبلغ إلى أرقام أكبر من ذلك مع تصاعد عملية النهب والسطو التي تشنها حالياً. وأخذت جرائم النهب والسطو الحوثية بعداً آخر، إذ تطورت إلى نهب كميات كبيرة وعديدة شملت أصناف من المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من منظمات الأممالمتحدة كمساعدات لليمن وبيعها في أسواق شعبية بصنعاء ومناطق أخرى واقعة تحت سيطرتهم. وأوضح مركز العاصمة أن الميليشيا تقوم أيضا بتوظيف كميات من المساعدات الإنسانية الدولية التي تصادرها في الاستقطاب الطائفي وشراء الولاءات في استغلال لحاجة آلاف الأسر الفقيرة. من جانب آخر نفت الحكومة اليمنية، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب ميليشيا الحوثي، من ميناء الحديدة. وقال مصدر حكومي: «تصريحات ميليشيا الحوثي حول إعادة انتشارهم في ميناء الحديدة محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي تؤدي إلى فشل الاتفاق». وأوضح المصدر في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الجانب الحكومي في اللجنة المشتركة أبلغ رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت عدم القبول بأي إجراءات أو تصرفات أحادية وأن أي قرار يجب أن يتم بالطرق الرسمية بقرار من لجنة الانتشار جميعاً. ووفقا للمصدر فإن رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية سلم في اجتماع الجمعة مذكرة للطرفين طلب فيها تقديم يوم غد الثلاثاء تصورات حول آليات وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار وفق اتفاق ستوكهولم. ميدانياً، أعلن الجيش الوطني اليمني، إحراز قواته تقدماً ميدانياً في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب واقترابها من مركز المديرية. وقال مصدر عسكري يمني: «قوات الجيش استعادت تبتي القرون المطلة على مركز مدينة صرواح فيما لاذ مسلحو الحوثي بالفرار وذلك عقب هجوم عنيف للجيش». وذكر المصدر أن وحدات من الجيش تمركزت في الموقعين اللذين يبعدان عن مركز المدينة بنحو ثلاثة كيلو مترات، بحسب ما أورده موقع /سبتمبر/ التابع لوزارة الدفاع اليمنية. وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا إضافة الى تدمير آليات تابعة لها. وأشار المصدر العسكري، إلى أن مدفعية الجيش قصفت مواقع لتعزيزات حوثية كانت في طريقها إلى مناطق المواجهات نجم عنه تدمير عربتين للميليشيا ومصرع وإصابة كل من كان على متنهما.