إن أحد أوجه مؤشرات قياس تفاعلات الحياة هو ما يتم من خلال انعكاساتها، وخذوا على سبيل المثال ما يدور في المجالس خلال الفترة الماضية - وما زال - من حديث حول رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ومهندسها الشاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ففي مجلس تجد الحديث يكون حول الآفاق الاقتصادية للرؤية، وفي مجلس آخر عن المتسوق الخفي والذي يقيس فيه رضا المستفيدين عن خدمات الأجهزة العامة للحكومة، وفي مجلس ثالث أحاديث عن بيّنة والذي يستقبل بلاغات واستفسارات المستهلكين المتضررين من الخدمات أو السلع، وفي مجلس رابع حديث عن اليوم الوطني الثامن والثمانين الذي يمر علينا ويكاد يكون لأول مرة الجميع يستعشر فيه أن هناك شيئاً مختلفاً؛ فعاليات هناك وهناك ويجمعها شيء واحد التنظيم والهدوء، نعم التنظيم والهدوء ما جعل الفكرة من اليوم الوطني تصل بهدوء وأنه احتفال هادئ بمنجزات وطن بلا تكسير ولا عنف، إن كل تلك الأحاديث عزيزي القارئ في تلك المجالس إنما هي انعكاس للحراك الواعي الذي قام به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبتوجيهات مليئة بالبصيرة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولو ذهبنا إلى العمق أكثر لقلنا إن كل ذلك إنما هو انعكاس للمقدرات الذهنية والفكرية والمشاعرية التي يتحرك من خلالها ولي العهد المبارك وفريق عمله، وليس الحديث في هذا المقال عن سمو الأمير وإن كان يستحق، ولا عن الرؤية وإن كانت كذلك تستحق، ولكن حديثي سيكون عن أهمية أن يتحرك كل واحد منا في هذه التجربة الحياتية التي نحياها من خلال تقديم ما يخدم البشرية جمعاء ولزاماً ما يخدم هذا البلد المبارك. فماذا يعني هذا الكلام؟ إنه يعني أن هذه الفترة مليئة بطاقة النشاط والحيوية والهمة والتفاعل الواعي والفاعل الذي يقوده ولي العهد نحو ما يخدم ويطور المجتمع. نعم إن الحركة في مجتمعنا بعد الرؤية أصبحت ذات إيقاعات سريعة وليس ذلك وحسب بل ومليئة بالدهشة، وهنا أستحضر قول ابن الجوزي في صيد الخاصر حيث قال: «من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيء» ثم ذكر البيت المشهور: «ولم أر في عيوب الناس عيبا *** كنقص القادرين على التمام». Your browser does not support the video tag.