تشهد مملكتنا الحبيبة وطن الحزم والعزم والخير والبركة المملكة العربية السعودية مناسبة عظيمة حيث نحتفل بذكرى خالدة تتفاعل حولها ذاكرة الكبار والصغار إنها اليوم الوطني الثامن والثمانين إننا نتذكر فيه ملاحم عديدة وكفاحات مديدة طيلة السنوات الماضيات ومليئة بألوان الجد والبناء والبذل والعطاء وها هي تستمر في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأفعال حزم وعزم وإصرار على التصحيح وقوة في التمكين، وإن الناظر إلى التاريخ يدرك وبلا شك بأنه ما كانت لتكون هذه الأرض المباركة لولا الله ثم قائدها العظيم ومؤسسها العبقري الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أحسن المولى مثواه ورجال صادقين كان لهم سبق المشاركة في البناء. إن ما نحن فيه اليوم إنما هو بالتأكيد نتاج لنوايا أولئك الصالحين السابقين وأعمالهم المباركة وها هي السعودية الحالية تشهد رمزين اثنين الأول: رمز الحكمة والقيادة ممثلا بالملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله والرمز الثاني: رمز الشباب والفاعلية ممثلا بولي العهد محمد بن سلمان ما يجعل المسيرة إنما هي اكتمال لمسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله والرجال الذين كانوا معه في تلك الحقبة. نعم هكذا هي الرموز الفاعلة يكون لها أثر حقيقي وملموس في شعوبها وعلى شعوب العالم أجمع وهذا هو قدر أصحاب التأثير إذ أنهم يسيرون دائما في كل اتجاه يسمح بقوتهم وقوة شعوبهم ومن ذلك على سبيل المثال الحراك الفاعل في اليمن لقطع دابر الإيرانيين المعتدين والاستمرار في أعمال تطوير منطقة مكة لا سيما المشاعر المقدسة وها نحن حديثي عهد بانتهاء موسم الحج والذي لا تكاد تجد إلا ومن يثني عليه لما تحقق فيه من يسر وتيسير وإلا فكيف لمليوني حاج وفي أيام معدودات وتكون النتائج بهذا الإتقان والجودة وليس ذلك وحسب بل ومليئة بالبهجة والفرح. وخذ اتجاه صناعة السلام الذي تم قبل أيام بين دولتين جارتين متناحرتين زمنا طويلا أعني إريتريا وإثيوبيا والأمر الأكيد بأن من لا يعيش السلام لا يستطيع صناعة السلام إن الاتجاهات التي يعمل عليها هذين الرمزين المباركين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد محمد بن سلمان لا تقف عند حد داخليا وخارجيا وهي متعددة وكثيرة. وإننا في هذه المناسبة العطرة لا ننسى أن نذكر بعضا من خصال وشمائل الملك عبدالعزيز رحمه الله ومما حفظته الذاكرة لنا أن أفراد شعبه يعتبرونه أبا لهم لما عرف عنه من عنايته وكثير اهتمامه وكبير عطفه وسعة حنانه ولقد كان يجمع بين الشدة والرحمة ومما سطره الشاعر ابن عثيمين في مدح الملك عبدالعزيز حيث قال: ذاك الإمام الذي كادت عزائمه تسمو به فوق هام النسر والقطب عبدالعزيز الذي ذلت لسطوته شوس الجبابر من عجم ومن عرب ليث الليوث أخو الهيجاء مضرمها السيد المنجب ابن السادة النجب قوم هم زينة الدنيا وبهجتها وهم لها عمد ممدوة الطنب إننا ونحن نعيش هذه الذاكرة الكريمة واليوم الوطني الجميل نرغب بأن نؤكد على أن اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب إنما هي نتاج أعمال وثقة متبادلة جعلت من وطننا شعبا متماسكا قويا في وجه بعض الرياح التي تثار هنا وهناك. داعين الله أن يظل هذا الوطن شامخاً وعزيزاً تحت قيادته المباركة. Your browser does not support the video tag.