(الصفاء) كلمة هذا الشهر الذي سيمر كغيره من الشهور إلا أن كلماته ستخلف ما يبقى لدهور، خاصة إن كانت بدايتها (الصفاء) الذي لم يكن اختياري لها إلا لحاجتنا الملحة صديقي القارئ، فالمبيت في عالم الظلام لسنوات أو أشهر أو حتى أيام قليلة، يجعل سماء أعماقك ملوثة، خالية من الحياة، من الشمس والقمر وما بينهما!. ولا يزرع أرضك إلا شوكاً ينبت ليجرح الخير والسلام وكل ما يتبع لهما، الشر يزيد من هيجان الجرح، ومزيد من الظلام يتسلل إليك، عبر كل مخرج للدماء الطاهرة التي تفقد لونها فتصبح شفافة أحياناً ورمادية أحايين أخرى، يلازمك معها الصداع نفسه.. رجفة اليد نفسها.. ضيق التنفس.. قيء الشر.. الذي ستعرف أنه كذلك ما أن تخرج من عالم الظلام الذي لن تخرج منه إلا وقد ألصق بعضاً من مخاوفه على جدران روحك.. أوهامه مكان ضوء عمود الإناره.. ضعفه أمام الباب.. قلقه بجانب كل ذكرى وأخرى.. بقايا.. مجرد بقايا لا تحتاج منك إلا العمل على إعاده الصفاء لروحك والشارع الذي تحرسه أعمدة الإناره ومقابض الأبواب التي تقفلها بأحكام ورفوف الذكريات التي تحمل بعضاً من الحياة رغم إنكارنا لذلك.. ولكل ما يزال ينبض ويحاول ذلك.. الصفاء الذي يقودك للنور.. لأعمق أعماقه لحيث تكون ما خلقت لتكونه.. إعادته لهذا وذاك وكل ما تعرفه وما لا تعرفه إلا أنك تشعر بحاجته الملحة من الشوائب والبقايا التي تتراكم فوق بعضها وتظل تفعل الأمر ذاته إن لم تنبض بالصفاء تتنفسه تأكله تشربه ترتديه تكتبه تجعله في كل تفصيلة روتينية من شهرك هذا!. Your browser does not support the video tag.