ما حقيقة اختفاء حسابات بعض المسؤولين من "تويتر" بعد الإعفاء من مناصبهم، التي أثارت تساؤلات حول الأسباب، وكأن لسان حال بعض المسؤولين بعد أعفائهم من مناصبهم يقول إن مصالحهم الشخصية أهم من المصلحة الوطنية. هؤلاء يحبون الوطن بقدر ما تتحقق مصالحهم المباشرة فتجدهم ينقلبون على مبادئهم والأفكار التي كانوا يدعون الناس للإيمان بها والعمل بموجبها، بعض هؤلاء أخطر على الوطن من الفاسدين المستبدين لأننا نعرف الفاسدين ونستهدفهم بكرة وأصيلا في حين أن الذين يتصنعون حب الوطن هم منافقون ينحرون الوطن وينهبونه حيثما أتيح لهم ذلك ويصعب الاستدلال عليهم لأنهم يسيرون معنا ويتجسسون علينا ويتهالكون على تأكيد حبهم الصوري المصطنع للوطن. إن التعبير عن حب الوطن والانتماء إليه ليس بالشعارات أو الاحتفالات وإقامة المهرجانات فحسب.. وإنما شعور بالانتماء نابع من القلب، تتم ترجمته إلى مجموعة من السلوكيات الإيجابية تجاه الوطن للتعبير عن حبه وصدق الانتماء إليه، حب الوطن من الإيمان فكيف إذا الوطن هو المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومبعث الرسالة المحمدية. إن ما يؤسف له أن بعض من قصر فهمه عن حب الوطن ظن أن ذلك شيء مرتبط بالمصلحة، متغافلين أن المسلم يجب أن يحب وطنه بدون مقدمات، وأنه فوق كل مفهوم أو مسمى، فإن حب الوطن هو من الإسلام ومن ما تعلمناه من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور الفطرية التى جُبل الإنسان عليها، فليس غريبا أبدا أن يحب الإنسان وطنه الذى نشأ على أرضه، وشب على ثراه، وترعرع بين جنباته، حب الوطن إيمان وولاء، وليس شعاراً بلا هدف. تربينا ونحن نتغنى بالمملكة، حتى صار ذاك العشق السرمدي، وكيف للعاشق بأن يقبل أن يمس معشوقه الضر، فتحتم على كل المنابر الوطنية وحسابات المسؤولين السابقين في "تويتر" بالتصدي للأصوات النشاز، بتقديم النصح لها، آمل أن ترجع للصواب، وصفع بعض الأبواق المرتزقة التي تتفاخر بالتبعية والانقياد من وراء الحدود، وليس حذف حساباتهم بعد انتهاء مسؤولياتهم، فحب الوطن يسطره من يرابط على الحدود ينتظر الأمر بالتصدي للمعتدي، حب الوطن ماء أبيض شفاف منبعه نقي ومجراه نظيف ومستقره طاهر. Your browser does not support the video tag.