لا زالنا وللعام الثالث على التوالي نفتقد كثيراً لبرامج "التوك شو" الفنية التي اعتدنا لعشرات السنوات على ضرورة وجودها في الموسم الرمضاني، مثلها مثل المسلسلات التي تتناثر بين الفضائيات، لها نجومها من المقدمين الذين يتنافسون على الصدارة، بينما يختلف الحال في السعودية حيث يستمتع المشاهد ليس بمشاهدة برنامج حواري فني واحد ومهم، بل اثنين.. أبطالهما الإعلامي علي العلياني في "مجموعة إنسان" على شاشة MBC، والإعلامي أحمد الحامد في "تالي الليل" على شاشة SBC. وبالرغم أن باع الحامد أطول من ناحية الحوارات الفنية، إلا أن تجربة العلياني التلفزيونية الممتدة لسنوات طويلة من خلال البرامج الاجتماعية وحواراتها المعقدة الآن أهم وأكثر قوة، ولذلك فالمنافسة قوية وصعبة، والبرنامجان داخل دائرة المقارنة حتى وإن لم يرغب فريقيهما في ذلك. "تالي الليل" هو البرنامج الذي يطل به أحمد الحامد لمحاورة النجوم في رمضان، حيث كانت البداية مع النجم الكبير ونادر الظهور خالد عبدالرحمن، الذي قدم للحامد حواراً بسيطاً، غير متكلف، مليء بالثقافة والخبرة. لنرى بعد ذلك تنوعاً في الضيوف لم يستطع إرضاء تطلعات الجميع، فالإعداد غامر قليلاً بإعطاء فرصة الظهور للكل، كبار النجوم وصغارهم، بين أسماء تقفز بالترند إلى "الأكثر تداولاً" وأخرى تمر مرور الكرام، ولكن يبقى سحر الحامد كمحاور هو الميزة الأكبر في البرنامج، ولو أنه لم يخرج كثيراً من عباءة برامجه الفنية الإذاعية القديمة التي قدمها بنفس الطريقة ونفس الروح. أحمد الحامد يقدم برنامجه "مسجلاً" وليس مباشراً، وقد تكون هذه هي النقطة الأكثر ضعفاً، والتي أفقدته التفاعل الذي يحظى به علي العلياني في "مجموعة إنسان"، حيث تخرج الحلقات باردة بسبب قلة التفاعل معها على "تويتر" بالذات والذي يُعد مقياساً لا يمكن تجاهله لمعرفة حجم المنافسة بين البرامج الرمضانية ومدى جماهيريتها.. والسبب في ذلك معرفة المشاهدين المسبقة بتسجيل الحلقات قبل الموسم. أما برنامج "مجموعة إنسان" في موسمه الثاني، فقوة الإعداد واضحة فيه، على عكس الموسم الأول، حيث كانت البداية مع الكاتب المخضرم عبدالله بن بخيت ولكن التفرد كان باستضافة النجمة الكبيرة نوال الكويتية، وأسبقية عرض بوادر الصلح بينها وبين الMBC عبر البرنامج الذي نجح في تصدر الترند حول العالم من خلال هاشتاق "نوال في مجموعة إنسان" ما صعّب على الحامد وغيره من مقدمي البرامج مهمة التفوق في رمضان. وبرغم أن خبرة العلياني في تقديم البرامج الفنية لا توازي خبرته الطويلة فيما يخص البرامج الاجتماعية، إلا أنه استطاع أن ينافس الحامد ويغلبه بعض المرات كمحاور فني متمكن، ذكي وجذاب، ربما لأنه أصبح أكثر خبرة فنياً، وبالطبع وبحسب ترند "تويتر" اليومي، فبرنامج العلياني هو الأول حالياً دون منازع، فهو الوحيد الذي تصدر الترند العالمي، ولا زالت أسماء ضيوفه هي الأقوى، وإعداده هو الأكثر جرأة. من جهة أخرى، وبرغم أن برنامج "من الصفر" يسبح في أفق آخر تماماً، إلا أنه لا يمكننا تجاهل حقيقة أن مفيد النويصر تفوق جداً من ناحية الإعداد والتقديم في هذا البرنامج، الذي ثبّت أقدامه كإعلامي مهم في الوطن العربي، وأعلن عنه منافساً وحيداً لنفسه في هذا النوع من البرامج. حيث أصبح هاشتاق "من الصفر" من أهم الهاشتاقات البرامجية التي يتفاعل معها المشاهد الخليجي وحتى العربي بشكل يومي، بينما يكشف النويصر يوماً بعد الآخر عن ثقافة وقبول كبيرين وطموح حدوده السماء. أما على مستوى الوطن العربي، فلم يبرز أي برنامج حواري حتى اللحظة وكأن الخارطة خالية من برامج "التوك شو" العربية، ولا زال الخليج هو المتصدر، وخاصةً المملكة، في هذا النوع من المنافسة. أحمد الحامد Your browser does not support the video tag.