حدد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية 12 برنامجاً ذات أهمية استراتيجية للمملكة، من أجل تحقيق الأهداف التي تضمنتها رؤية 2030، ومن بين هذه البرامج برنامج جودة الحياة 2020 والذي يركز بشكل أساسي على جعل المملكة أفضل وجهة للعيش للمواطنين والمقيمين على حد سواء. ويعني برنامج تحقيق الرؤية، بناء على وصف بطاقة البرنامج على وجه التحديد بالجانبين التاليين، الأول تطوير نمط حياة الفرد عبر وضع منظومة بيئية تدعم وتسهم في توفير خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطنين والمقيمين في الانشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. والجانب الثاني تحسين جودة الحياة من خلال تطوير أنشطة ملائمة تسهم في تعزيز جودة حياة الافراد والعائلات وخلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد، بالإضافة الى رفع مستوى مدن المملكة لتتبوأ مكانة متقدمة بين أفضل المدن في العالم. توسيع النطاق وبالرغم من أن وصف البرنامج يشتمل على كل من نمط الحياة وجودة الحياة، الا أن أهداف الرؤية المباشرة من المستوى الثالث المدرجة ضمن البرنامج تركز تحديداً على تحسين نمط الحياة من خلال الرياضة والترفيه والفنون والثقافة، وارتكز البرنامج في بادئ الامر على مفهوم نمط الحياة باعتباره المفهوم الجوهري لتطوير استراتيجيته وخطة تنفيذه. ولكن استناداً الى توجيهات اللجنة الاستراتيجية، فقد تقرر توسيع النطاق ليشمل جميع جوانب جودة الحياة وذلك من أجل تحقيق رؤية البرنامج الشاملة. وعلى إثر ذلك، اعتمد البرنامج مفهوم جودة الحياة كمفهوم رئيسي للبرنامج وتغير مسماه إلى برنامج جودة الحياة 2020 بدلا من برنامج تحسين نمط الحياة. وقد كان لهذا الامر تبعات على جميع أبعاد البرنامج: النطاق والتطلعات والاستراتيجية ومحفظة المبادرات وحتى المنهجية المتبعة والتي تغيرت من الالية التصاعدية up-bottom إلى الالية التنازلية Down-Top وتوضح الوثيقة خطة تنفيذ برنامج جودة الحياة 2020 لتحقيق أهداف واسعة النطاق تتاشى مع التركيز على جودة الحياة كمفهوم أساسي للبرنامج. تعريف جودة الحياة يعد مفهوم جودة الحياة مفهوماً واسعاً ومعقداً يحتمل عدة تعريفات، ويمكن القول، بإيجاز، أن مفهوم جودة الحياة يقيس مستوى الرضا فيما يتعلق بالجوانب الأكثر أهمية في حياة الفرد، لكن يبقى هذا التعريف نسبياً إلى حد كبير. ستة مؤشرات شاملة معروفة عالمياً ومن أجل الوصول إلى تعريف محدد لجودة الحياة في المملكة أجرى البرنامج بحثاً متكاملا لتحديد أكثر التعريفات شيوعاً، وقد حدد البحث المبدئي عدداً من المؤشرات العالمية التي تعرف وتقيس جودة الحياة من عدة جوانب، وتم تناول كل واحد من هذه المؤشرات بشكل تفصيلي من أجل تحديد العناصر المشتركة. اعتمد على ستة من أهم المؤشرات الشاملة المعروفة عالمياً كمراجع أساسية: 1 - التصنيف العالمي لقابلية العيش، وهو مؤشر سنوي صادر عن " ذا إيكونيميست إنتلجنس يونت/The Unit Intelligence Economist،» ويصنف المدن في 140 دولة حسب جودة الحياة الحضرية فيها بناء على تقييم الاستقرار والرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والرياضة والبنية التحتية. -2 مسح مريرس/ Mercer لجودة الحياة، والذي يصنف 231 مدينة بناء على الجوانب الاتية: النقل والبيئة السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمات العامة والصحة والبيئة الاقتصادية والمدارس والتعليم والبيئة الطبيعية والسكن وتوفر الوسائل الاعلامية والمسارح ودور السينما والرياضات والسلع الاستهلاكية والمطاعم والاستجمام. 3 - قائمة مجلة مونوكل/Monocle لنمط الحياة، وهي قائمة سنوية تضم 25 من أفضل المدن للمعيشة في العالم، ويكون التقييم بناء على الجوانب الاتية: الاتصال العالمي والقضايا البيئية وإمكانية الوصول للاماكن الطبيعية والجودة المعمارية والتصميم الحضري والرعاية الصحية وبيئة الاعمال والجريمة والامن والثقافة والمطاعم والتسامح وتطوير السياسات المبادرة. 4 - مؤشر السعادة العالمي 2017، والذي يصنف 155 دولة وفقاً ً لمستويات السعادة وذلك بناء على الجوانب الاتية: الفساد وحرية الاختيار ومتوسط العمر المتوقع وإجمالي الناتج المحلي للفرد والدعم الاجتماعي والعطاء. 5 - مؤشر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لجودة الحياة، وهو مؤشر يقارن جودة الحياة بين البلدان بناء على 11 جانباً أساسياً في نظر المنظمة: الامن والصحة والدخل والوظائف والتوازن بين الحياة والعمل والتعليم ومستوى الرضا والسكن والبيئة والمجتمع والمشاركة المدنية. 6 - مؤشرARRP لجودة المعيشة، وهي مبادرة متميزة من معهد السياسات العامة Policy Public Institute لقياس جودة الحياة في المجتمعات الامريكية بناء على الجوانب الاتية: النقل والصحة والاقتصاد والتعليم والاسكان والاحياء السكنية والبيئة والمشاركة المجتمعية والتساوي في الفرص. الوصول إلى هدف تعزيز جودة الحياة بناء على هذا التحليل للمؤشرات الستة يمكن تحديد مفهومين مرتبطين بشكل مباشر بجودة الحياة : 1- قابلية العيش: وهي تهيئة ظروف العيش من أجل حياة مرضية. 2- نمط الحياة: وهي توفير خيارات للناس لتكون لديهم حياة ممتعة ورغيدة. وكل هذين الجانبين مهمين للوصول إلى هدف تعزيز جودة الحياة . فعلى سبيل المثال، قد توفر المدن الكبيرة مثل نيويورك أو لندن للمواطنين نطاقاً واسعاً من الخيارات المتعلقة بنمط الحياة، الا أنها لا تفعل ذلك حين يتعلق الامر بتوفر ظروف معيشة جيدة، كارتفاع تكلفة السكن والنقل. في المقابل، هناك مدن مثل جنيف توفر معايير معيشة عالية جداً، ولكن خيارات نمط الحياة فيها محدودة. كما أظهر التحليل وجود عشر فئات فرعية مقسمة بالتساوي بين مفهومي نمط الحياة وقابلية العيش ستجري الاشارة إليها باعتبارها "فئات". خمس فئات ضمن مفهوم «قابلية العيش» وتم تحديد خمس فئات ضمن مفهوم "قابلية العيش" تغطي الجوانب الرئيسية للحياة، وهي الجوانب الضرورية لتحقيق مستوى مرض من العيش: * البنية التحتية والنقل: تعد البنية التحتية والنقل عنصران أساسيان لزيادة التكافؤ الاجتماعي، وذلك لأنها ضرورية للوصول إلى أماكن العمل والسكن والخدمات، كما تساعد على تواصل كل المناطق بما فيها المناطق الطرفية. * الاسكان والتصميم الحضري والبيئة: توفر أفضل المجتمعات فرص السكن للأفراد على اختلاف أعمارهم ومستويات دخلهم وقدراتهم، بحيث يكون بوسع الجميع العيش في أحياء عالية الجودة. كما يمكن للمواطنين والمقيمين عبر التصميم الحضري الجيد والسياق البيئي المناسب الوصول بشكل أفضل إلى الخدمات وفرص العمل مع إمكانية تعزيز الممارسات الصحية مثل المشي. * الرعاية الصحية: تعد الصحة جزءاً أساسياً لضمان جودة حياة السكان. وتقاس الظروف الصحية إجمالا بالاعتماد على مؤشرات النتائج الصحية، مثل متوسط عمر الفرد، وأعداد أسرة المستشفيات، ومدى انتشار مرض السكري والبدانة، وتكاليف الانفاق الصحي على الأسر. * الفرص الاقتصادية والتعليمية: يتم قياس معايير المعيشة المادية بناء على جوانب فرعية مثل التوظيف والتعليم والوصول العام للفرص الاقتصادية. * الامن والبيئة الاجتماعية: يعد الامن إلى جانب البيئة الاجتماعية جانباً بالغ الاهمية في حياة المواطنين والمقيمين حيث يسمح لهم بالتفاعل في المجتمع دون عوائق، ويقاس الامن بشكل أساسي من خلال مستوى انخفاض معدلات الجريمة والتقيد بتطبيق النظام والمساواة. خمس فئات ضمن مفهوم «نمط الحياة» كما تم تحديد خمس فئات رئيسية ضمن مفهوم "نمط الحياة" بالتركيز على الخيارات والعروض المناسبة المتاحة للمواطنين والمقيمين لقضاء أوقات فراغهم: -الترفيه: تشمل الانشطة الترفيهية داخل المنزل وخارجه. * التراث والثقافة والفنون: تعد الفنون والانشطة الثقافية المتنوعة والنابضة بالحياة عنصراً هاماً يسهم في حيوية وتألق المجتمع. * الرياضة: إن توفير فرص للمواطنين والمقيمين لممارسة الانشطة الرياضية المتنوعة بشكل منتظم له أثر مباشر على العديد من الاصعدة أبرزها الصحة والاقتصاد والاداء الرياضي والتماسك الاجتماعي. * الترويح: تشمل الانشطة المختلفة للترويح من خدمات الاطعمة والمشروبات إل خيارات التسوق. * المشاركة الاجتماعية: تعزيز التفاعل بين أفراد المجتمع. فمن خلال المشاركة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية تتشكل الفرص للأفراد للتواصل والشعور بالانتماء مما يساعد على الحد من العزلة الاجتماعية ويعزز روابط المجتمع. Your browser does not support the video tag.