في زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباريس، وقّع وزير الثقافة والإعلام عواد العواد مع نظيرته الفرنسية فرانسواز نيسين اتفاقيات تعاون لبناء دار أوبرا في المملكة وتشكيل أوركسترا موسيقية وطنية. هذه الاتفاقيات سوف تسهم في تعزيز المجالات الإبداعية في الأدب والموسيقى والفنون وصناعة الأفلام والمسرح، وسيبنى عليها، كما قال الوزير العواد، منتج ثقافي محلي يمثل الوطن في المحافل الدولية في الخارج. ربما كان هذا ما ميّز المحطة الفرنسية من جولة سموّه في مصر وبريطانيا والولايات المتحدة، وهذا ما أضفى جانبًا جماليًا على الزيارة بعيدًا عن هموم السياسة. ومن باريس، أرض الفن والثقافة والجمال، أعلن الوزير العواد أن المملكة سوف تشارك لأول مرة في الدورة 71 القادمة لمهرجان "كان" للسينما، وهذا ما جعل أحد المراقبين يقول: إن هذا العام سيكون عامًا سينمائيًا سعوديًا بامتياز. المشاركة السعودية في هذا المهرجان السينمائي الأشهر ستكون مشاركة محترفة لم يكن يُعرف عنها الكثير، وسوف تُعرض أفلام قصيرة تتبعها حلقات نقاشية يشارك فيها صناع الأفلام السعوديون، ويؤمل أن تجذب صناع الأفلام من دول العالم لتصوير أفلامهم في المملكة. هذا الإعلان جاء بعد التغييرات الجذرية في المشهد الثقافي المحلي ومن ذلك منح التراخيص لبناء دور السينما وتأسيس الهيئة العامة للثقافة وتشكيل المجلس السعودي للأفلام، وتنظيم مهرجان الأفلام الأول، وتطوير القدرات الاستثمارية لخلق قطاع حيوي ومزدهر لصناعة الأفلام والمحتوى الإبداعي. الدكتور عواد العواد يدرك أن مجالات الثقافة والفن تحتاج إلى عمل كبير وميزانيات، وأن الارتقاء بالمشهد الثقافي والذائقة الجمالية والتنمية الثقافية يتطلب تضافر جهود جهات كثيرة، لذلك فإنه يرى أن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة تبرز فيها الثقافة والفن في المملكة إلى العالم. هذا الجهد لا يهدف فقط إلى عرض صورة جمالية وحضارية عن المملكة، وإنما يهدف أيضاً إلى تحويل قطاع الثقافة إلى قطاع اقتصادي متكامل ورافد وطني تكون له مساهمة كبيرة في الناتج المحلي. للإنصاف، إن ما يقوم به الوزير العواد ضمن رؤية القيادة العليا يستحق الثناء، فمنذ توليه حقيبة الثقافة والإعلام قبل عام، بدا من أكثر الوزراء حراكاً ونشاطًا من أجل تحقيق الجانب الثقافي من رؤية 2030. وعلى الرغم من أن البعض قد يرى أنه غريب على المشهد الثقافي والإعلامي، إلا أن الدكتور العواد استثمر بجدارة خبرته في الخدمة العامة والدبلوماسية وعالم المال والاقتصاد لإنجاز الأهداف الثقافية من الرؤية. ولأن وظيفته إدارية وتنفيذية في المقام الأول، لذلك فقد أثبت قدرته على مواجهة التحدي وهو إحداث نقلة نوعية في الحياة الثقافية المجتمعية بما يتماشى مع روح التغيير والتحول مع الحفاظ على ثوابت الوطن وتقاليده السامية. في إحدى محطات سيرته المهنية، شغل العواد سفير المملكة لدى ألمانيا ورئيس مركز التنافسية الوطني الذي يهدف إلى تطوير قوانين وإجراءات الاستثمار في المملكة، وفي شبابه كان رياضياً وما يجعلنا نشعر بالطمأنينة لوجود خبرات في طواقم العمل المحيطين بسمو ولي العهد تعرف كيف تستثمر في الإنسان وللإنسان وتحرس مصلحة الوطن ومكتسباته. Your browser does not support the video tag.