في إطار الفعاليات المصاحبة للزيارة الرسمية لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لفرنسا، عقد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد اجتماعاً مع وزيرة الثقافة الفرنسية فرانسواز نيسين، في العاصمة باريس أمس. وتناول الجانبان، خلال الاجتماع، عدداً من المواضيع ذات الصلة بالمجالات الثقافية وتبادل الخبرات وتوسيع التعاون والشراكات الاستراتيجية، في الجوانب الثقافية والفنية والإعلامية. وبعد الاجتماع وقع وزير الثقافة والإعلام ووزيرة الثقافة الفرنسية اتفاق تعاون في مجالات الثقافة والأدب والفنون وصناعة السينما والمسرح والموسيقى. وأعلن العواد، في لقاء صحافي بعد الاجتماع، أن المملكة العربية السعودية ستشارك في مهرجان «كان» السينمائي الدولي للأفلام، في دورته ال71 عام 2018، من خلال جناح خاص للمجلس السعودي للأفلام، الذي أطلقته الهيئة العامة للثقافة. وتأتي هذه الخطوة انسجاماً مع استراتيجية المملكة، الرامية إلى تطوير قطاع محلي مستدام ومتنوع لصناعة الأفلام. كما شهد العواد، والوزيرة الفرنسية توقيع عدد من البرامج التنفيذية في مجال صناعة الأفلام، مع كل من معهد «(لا فيميس للأفلام»، و«المعهد الوطني للمحافظة على التراث السمعي والبصري، وإدارة الأرشفة الرقمية»، وكذلك مع «أوبرا باريس الوطنية». وستتيح هذه البرامج تبادلاً قيماً في المعرفة والخبرة، وتعزيز وبناء القدرات في القطاعات الإبداعية في المملكة، إضافة إلى إتاحة الفرصة للفن السعودي للمشاركة في مهرجان «كان» الدولي السينمائي، الذي تأسس عام 1946، ويقام كل عام في شهر ايار (مايو) في مدينة «كان» جنوبفرنسا، ويمنح عدداً من الجوائز، أهمها (السعفة الذهبية) لأفضل فيلم. ونوّه وزير الثقافة والإعلام بما تشهده العلاقات المشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، لا سميا في هذا الوقت من الشراكة، وبناء التعاون الثقافي مع عاصمة الثقافة والفن، معبراً عن سعادته بتوقيع الاتفاقات التي سيبنى عليها منتج ثقافي يكون على مستوى يمثل المملكة في المحافل الدولية. وأشار إلى أن المملكة ستكون حاضرة في المهرجان بفيلمين مرشحين، وبحضور الهيئة العامة للثقافة ومجلس الفيلم السعودي. وأكد أن مجالات الثقافة والفن تحتاج إلى عمل كبير جداً، تمثل في هذه الاتفاقات عاملاً أساساً لمرحلة جديدة، تبرز فيها الثقافة والفن في المملكة إلى العالم، منطلقة من رؤية المملكة 2030 وموضوع «جودة الحياة»، الذي يمكن تحويل قطاع الثقافة إلى قطاع اقتصادي متكامل ورافد وطني يكون له مساهمة كبيرة في الناتج المحلي. وقال: «إن إنشاء الهيئة العامة للثقافة عامل أساسي ومهم لتطوير العمل الثقافي في المملكة، وهناك وضوح في ما هي القطاعات الثقافية التي نريد أن نركز عليها في الفترة المقبلة في التنمية الثقافية، وفي مقدمتها الفيلم والمسرح والعمل الأدبي بشكل عام، والعمل الفولكلوري والموسيقى، وأيضاً الفنون البصرية». الوفد الإعلامي يزور المدرسة العليا للصحافة في باريس نظّم مركز التواصل الحكومي زيارة للوفد الإعلامي المرافق لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى المدرسة العليا للصحافة في باريس، التي تعد أول كلية صحافة في العالم، وذلك بهدف التعرف على أفضل ممارسات التعليم الصحافي والإعلامي دولياً، عن طريق معرفة آليات عمل المدرسة التي تمثل إحدى أنجح مؤسسات الصحافة الأكاديمية. وتأتي هذه الزيارات لتبادل الخبرات الإعلامية بين المملكة وفرنسا، والاطلاع على آخر التوجهات الأكاديمية في مجال الإعلام. يذكر أن المدرسة العليا للصحافة في باريس تأسست عام 1899، وبدأت بتدريس العلوم السياسية والاقتصاد، وفي عام 1910 منحت الدرجة العلمية في الصحافة للمرة الأولى، ونالت دعماً كبيراً من كبار الصحافيين وأشهرهم مثل هنري فوكير وجولز كورنلي. باريس تحتضن فعاليات «الأيام الثقافية السعودية» تحتضن العاصمة الفرنسية باريس فعاليات «الأيام الثقافية السعودية»، التي تنظمها الهيئة العامة للثقافة، وتشمل برنامجاً ثقافياً وفنياً على مدى ثلاثة أيام، بهدف تسليط الضوء على المشهد الثقافي والفني في المملكة. وتتواصل هذه الفعالية، خلال الفترة من ال9 إلى ال11 من نيسان (أبريل) الجاري، في «قصر طوكيو» للفن، في باريس. وتقدم هذه الفعاليات، التي تنظمها الهيئة بعنوان «كُلي»، مجموعة من الأنماط الفنية المتنوعة والأنشطة الثقافية المختلفة، بما في ذلك العروض السينمائية والجلسات الحوارية التي تعقد في حضور الفنانين والمخرجين. كما تشمل معارض فنية تتناول التراث والفن الحديث، تدعمها جلسات نقاشية في حضور الفنانين. ويتضمن البرنامج كذلك عروضاً للفنون الموسيقية، وعروضاً للواقع الافتراضي، لتعريف الزوار بالمواقع التراثية والثقافية الكثيرة في مختلف أرجاء المملكة، ومعرضا للفن السعودي المعاصر، وفن القط العسيري، ومعرضاً للحلي التقليدية، وهي المهنة القديمة جداً في شبه الجزيرة العربية، التي تعكس الدقة العالية في صياغة الفضة، إضافة إلى معرض الورد الطائفي، الذي تشتهر به مدينة الطائف، ويعود إنتاجه وصناعته إلى أكثر من خمسمئة عام. وتتضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في باريس أيضاً تعاوناً مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، على تقديم معرض التصوير الفوتوغرافي «الجزيرة العربية»، الذي يرصد ملامح المملكة العربية السعودية قبل مرحلة التحديث، وتقتنيها المكتبة، إضافة إلى التعاون مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أيضاً بإقامة صالة للقراءة توفر مجموعة من الكتب الثقافية عن المملكة، متضمنة الفنون والثقافة والأدب والتاريخ والسياحة والتراث. ويسهم عرض الأفلام المشاركة في تسليط الضوء على المواهب المحلية الصاعدة في هذا المجال. ويتضمن جدول الفعالية تقديم عروض أفلام، تليها جلسات نقاشية في حضور طواقم العمل، بما في ذلك أفلام: «فضيلة أن تكون لا أحد»، و«حياة ملونة» الفلم الوثائقي الذي يتناول موضوع تمكين المرأة، من إنتاج الهيئة العامة للثقافة، إضافة إلى عدد من الأفلام الأخرى، منها فيلم القَط، وكيكة زينة، وجليد، وروح الشمال، ولا أستطيع تقبيل وجهي.