إن لم تكن محبًا لكرة القدم السعودية ولا مشجِّعًا لأحد أنديتها فتوقف عن قراءة هذا المقال فهو لا يعنيك؛ وإن كانت ميزانيتك قد تتأثر بريال واحد تدعم به ناديك المحبوب يوميًا، أو إن كان هذا الريال سيؤثر على قوتِك وقوتِ أولادك فتوقف فورًا عن قراءة هذا المقال فلست المستهدف منه؛ أمَّا إن كنت مشجعًا لأحد الأندية السعودية المحترفة، ولم يكن ليؤثر ريال واحد على ميزانيتك أو يمنعك فتعال أحاكيك .. عن مبادرة "ادعم ناديك". قد لا يكون التوقيت هو الأنسب لطرح هذا المشروع بطريقة تجعل الجماهير تتفاعل معه بالشكل الذي يستحقه كمشروعٍ مهم يتيح للجماهير دعم أنديتها بطريقة سهلة وميسرة كما كانت ترغب دائمًا، لكن هذا لا يبرر لنا خلط الأمور ببعضها، ولا يفسر محاولة البعض إفشال المشروع بل وتجريمه وتنفير الجماهير منه والتحريض على مقاطعته وإسقاطه، وكأنه السبب في ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار الوقود والخدمات، أو كأنَّ فشل هذا المشروع سيساهم في خفض التكاليف ويحل كل مشاكل غلاء المعيشة. إن كنت عاشقًا لناديك وتريد أن تساهم في مساعدته على تجاوز ظروفه الصعبة وتحسين ظروفه المالية التي ستنعكس بلا شك على خياراته وشكله الفني؛ وكنت قادرًا على أن تقدم لهذا النادي الذي أحببته ريالًا في اليوم قد تصرف العشرات منه يوميًا دون أن تدري فيم صرفتها أو المئات منه في وجبة عشاء دون أن تتأثر شؤونك المالية فلا مبرر لك في التخاذل عن ذلك، خصوصًا إن كنت ممن يرى أنه عاشق متيم بناديه. وإن كنت ترى أنك عاشق متيم بناديك لكنك تجد في نفسك حرجًا من دعمه بريال يوميًا مع قدرتك على ذلك؛ فليس أقل من التوقف عن ربط هذا المشروع بحسابات اجتماعية واقتصادية وسياسية أكبر بكثير من مجرد فكرة بسيطة تهدف لإتاحة الفرصة للمشجع القادر على دعم ناديه والراغب في ذلك، وتأمين أسرع وأسهل السبل له لتقديم دعمه. في المقابل؛ على إدارات الأندية أن تقدم الخطط العملية الحقيقية التي تعزز ثقة المشجع الداعم بقدرة تلك الإدارات على حسن تصريف ذلك الدعم بالطريقة الأمثل بعيدًا عن الفوضى التي كانت تتعامل بها الكثير من الإدارات مع ملايين أعضاء الشرف في سنوات مضت، خصوصاً مع الوعد الذي قدمه رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ بأن يعمل على أن تذهب جميع أموال "ادعم ناديك" لصالح الأندية، وأن تقوم الهيئة بالإشراف على سبل وأساليب صرف تلك الأموال. Your browser does not support the video tag.