لا أستطيع حصر عدد الكتب التي ازدهرت في المكتبات والتي يتضاعف نموها وأنا في صدد كتابة هذا المقال.. لكن أستطيع التخيل في وجود هذا العدد الضخم أن لكل شخص كتاباً مُلهماً سيغير من أيديولوجية التفكير ومسار الانطباع السيئ عن الكتب وقراءتها. الأشخاص العاديون أو بالأصح المنعزلون عن عملية القراءة يملكون خاصية الحكم على الأشياء قبل تجربتها ومن باب المنطق شيء لم تشعر به وتمنحه جزءاً من وقتك لا يحق لك إصدار أحكامك عليه فهو بدعة ثقافية. من نظرتي كقارئة وجدت أن الكتاب أخذ أنماطي القديمة وبدلها إلى حيث يجب أن تكون وكيف لا والكتاب يعمل على تنقيح الأطباع، ولطالما كان واحة خصبة من المعرفة ومعلماً يتقن فن تعديل السلوك وهو علاج فعال لتأتأة وثقة النفس والمسبب الرئيسي في فصاحة اللسان، في النص الواحد عليك أن تسأل وتستنج وذلك يساهم في تقوية عملية التفكير والتحليل ومن هذا النص أيضاً ستكتسب مفردات جديدة ستساهم في المدى القريب على تكوين مجموعة جمل للتعريف بها عن نفسك ومخاطبة العقل والقلب في حال استخدمتها بالشكل الصحيح، في النص الواحد سيأسرك تشبيه وستحاول أن تحذو حذوه عندما يختزن لديك في اللاشعور، وسيبني من هذا النص العديد من المعرفة، وأجمل ما يمكن أن يكون حينما تجد كتاباً يشبهك، تغوص بين دفتيه وتشعر أن الكاتب أراد مخاطبة روحك فكتب هذا الكتاب لأجلك. لذلك للكتب قيمة عالية في المحتوى، يستطيع الكاتب أن يجعلك متزناً، ويجعل لك قيماً ومبادئ، ويجعل لك وتيرة في المساهمة بتغيير رواد الفكر المجحف في حق الكتاب والقراءة. اقترب من الكتب وقلب صفحاتها، اقرأ الفهرس بشغف لتتأكد من الانسجام التام بينك وبين العناوين، تحسس الغلاف ونعومة الورق، خذ جولة سريعة في الفصول حتى تتكون بينكما علاقة غرامية وحتى تعمر في قلبك الغزارة الثقافية وتنجب منها المزيد من الأبناء. اقرأ ليتسم عليك الرقي ولتبني مجتمعك وتحمل على عاتقك تقدمه، اقرأ لينبض فيك العالم ونستطيع أن نسافر باتجاهاتك كلما عزمت على أن تحجز لنا تذكرة لذاكرتك، اقرأ لتكن منفتحاً على العالم بفكرك. لا تدع معارض الكتاب تمر مرور الكرام، اقتنِ الكتب لقراءة فعلية وليس لتوثيق توقيع الكاتب على صدر أول ورقة مذيلة باسم الكتاب، اقرأ وارتقِ..