في البدء وقبل أن ننطلق إلى أسطر أخرى، علينا أن نعترف أن أعلامنا الرسمي بحاجة إلى تطوير ورسم استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها الإعلام عموماً، ولن نحمّل الوزير الجديد الدكتور عواد العواد وزر إخفاقات سابقة ذلك جراء أنه استلم مهامه قريباً، وكما أعلم فإنه قد صُدم بالاستراتيجيات والكوادر التي صعّبت مهمته في الارتقاء بالعمل الإعلامي الرسمي السعودي. أعترف هنا أن الفترة التي سبقت تولي الوزير العواد مهامه كانت مثار استياء من واقع هذا الإعلام الذي ذهب إلى أن مشروعه الإعلامي الأكبر كان الرسائل بالفارسية تلفزيونياً وخبرياً وكأن هذا وحده "رغم ضعفه" سيقودنا إلى تنوير أصحاب تلك اللغة، ولم يعلم صاحبنا السابق أن الإعلام فن وقدرة وسياسة مختلفة، فإيران كانت تتحكم حتى في منصات الكاريكاتير والرسوم المتحركة في أمريكا، وإيران أيضاً كما قناة الجزيرة سيطرتا على الفكر كاملاً في غزة والضفة من خلال تعاملها المباشر مع الجهات الإعلامية قبل القيادات.. وهو ما نجد نتاجه حالياً؟!. إن ما يحدث يا معالي الوزير هو حرب إعلامية فارسية إخونجية ضدنا.. تصور الكذب حقيق يعملون على التقليل من مواقفنا المشرفة، وهم يدركون كما العالم أن بلادنا وقيادتها أكبر من انتصر للقضية الفلسطينية ودعمها.. وهم يعلمون الكثير عن بلادنا وعن نهضتنا وتنميتنا وعن قيادتنا ويعرفون حقيقة ما تفعله لأجل شعبها ووطنها وأمتها الإسلامية والعربية، بل ويدركون دورها القيادي عالمياً وعربياً وأن لدينا مشروعات تنموية ضخمة وباهرة.. جدير بأن يطلع عليها العالم ويدرك ما تُقدمه بلادنا لأبنائها.. لكن ذلك يسيئهم فيبادرون لتشويهه. الأهم في ذلك ونحن نعلم أننا جميعاً لا نريد أن نكون بمثل الانحطاط الإعلامي الذي يقوده أولئك المأزومون، أننا نريد أن نكون قادرين على إيصال المعلومة الحقيقية بسهولة للعالم والعرب، وحتى إلى من تم العبث بفكرهم.. نريد أن نمتلك قوة إعلامية تنطلق من داخلنا من أبنائنا من بلادنا.. تعبر عن توجهنا وقادرة على توضيح الصورة والتأثير إيجاباً وإفشال مخطط الكاذبين. من قلب مخلص عركه الإعلام لأكثر من ثلاثة عقود.. أقول إننا نحتاج إلى استراتيجية إعلامية مختلفة، ونريد منهجية واضحة للمجابهة والقضاء على ما يحدث من كذب تجاه بلادنا وقادتها.. لدينا الكوادر والقدرات ونثق فيك يا معالي الوزير أنك قادر على إعادة تأسيسه، وإنقاذ إعلامنا الرسمي مما هو فيه.. وأنا أعرفك كما كثيرون متطلعاً واعياً سيساهم بإذن الله في رقي مسارنا الإعلامي، نسعد بما تطرحه الآن من رأي حصيف وفكر راقٍ.. وبما يجعلنا نتطلع إلى معاليكم لإحداث التغيير المطلوب، ووضع حد لهذا التخبط في أجهزة إعلامنا الرسمي خاصة فيما يذهب إلى رسائلنا الإعلامية الخارجية.