أكد الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز اللواء فيصل عبدالكريم ان النضال الأحوازي وعلى كافة مستوياته وخصوصا المسلح والمتمثل بعمل جيش تحرير الأحواز لم ينشأ لمرحلة مؤقتة، وإنما يعمل بخطط استراتيجية وهدفه تحرير الشعب والأرض الأحوازية، وقال في حديث خاص ل «اليوم»: إن تحرير الأحواز هو حماية لبوابة الوطن العربي الشرقية، مبينا ان الدعم العربي يجب أن يكون ضمن رؤية واضحة تشمل الدعم الرسمي وغير الرسمي. ونوه اللواء عبدالكريم في حديثه الى ان بعض المدعين على القضية الأحوازية يسيئون للقضية من خلال أعمال عشوائية وبتغطية مخابراتية ليس لها تقييم فعلي على واقع الارض، وهذه الاعمال هي عبارة عن إعلام للاستهلاك المحلي والوقتي. نود الحديث عن جيش تحرير الأحواز الذي تم تأسيسه في عام 1981 وكنت أنت أحد قادته ... هل اندثر جيش تحرير الأحواز؟ لماذا لا نرى نشاطا فعليا للجيش على الارض بالفترة الأخيرة؟ قبل الخوض في شرح موضوع جيش تحرير الاحواز لابد من التوضيح بأن تأسيس جيش تحرير الاحواز لم يأت بالصدفة أو من خلال ردة فعل آنية أو رد فعل مرحلي، بل كان جزءًا من استراتيجية الجبهة العربية لتحرير الاحواز بعد مراجعة دقيقة لتجارب النضال الأحوازي الذي سبق تأسيسها. كما أن مشروع الجبهة العربية هو مشروع وطني أحوازي وعربي، ويعتبر المشروع الوطني الذي عالج القضية الأحوازية ماضيا وحاضرا ومستقبلا معالجة جذرية على كافة الأصعدة التنظيمية والسياسية والإعلامية والتعبوية، مما ساعد هذا المشروع على تنامي الوعي الوطني الأحوازي والانتماء العربي في داخل الارض المحتلة، كما انه كان تجسيدا حقيقيا لشعار الجبهة في تحرير الإنسان والارض العربية الأحوازية بعد معاناة طويلة منذ عام 1925. وبذلك كان لابد من الاعتماد على أن يكون العمل تنظيميا مؤسساتيا يعالج كافة الإخفاقات، وأن يساعد على تهيئة الشعب المسلح على أن يكون مهيئا لأداء دوره في ما إذا حدث كما حدث في عام 1979، في ما تسمى ايران، ونعني بها ثورة الشعوب والإطاحة بنظام بهلوي الشاه محمد رضا، لذلك كان من أهداف الجبهة العربية هو تأسيس مؤسسات لها مثل جيش تحرير الأحواز، الاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز، الاتحاد العام لنساء الأحواز، ومن خلال تلك المؤسسات ستكون مشاركة كافة شرائح الشعب متاحة في التهيؤ لمعركة التحرير الحاسمة. وبما أننا نؤمن بأن الحق يؤخذ ولا يُعطى لذلك كان قرار تأسيس جيش تحرير الاحواز من قبل قيادة الجبهة العربية لتحرير الأحواز قرارا مصيريا ولم يكن ردة فعل على احداث مرحلة، وكان ضرورة نضالية وتاريخية شكّل قفزة نوعية في نضال الشعب العربي الاحوازي، فكان نواة لجيش تحرير مستقبلي وأن كوادره الأولية قد تخرجت من كليات ومعاهد متخصصة في هذا الشأن وتم تهيئة كوادر قيادية وضمن تدريب استراتيجي ذي خصوصية في القتال في كافة الظروف الطبيعية والمناخية وحسب طبيعة التهديد المعادي. ضباط ومقاتلو جيش تحرير الأحواز درسوا وتدرّبوا في الكليات العسكرية في العراق.. وكان يشكل أفواجه الآلاف من الأحوازيين.. أين هذا الجيش من تحرير الأحواز من الاحتلال الفارسي للأراضي الأحوازية؟ إن جيش تحرير الأحواز تم تأسيسه ليأخذ على عاتقه المسؤوليات المناطة به في الداخل وحسب المكان والزمان الذي تحددهما قيادة الجبهة العربية بالتنسيق مع القيادة العسكرية لهذا الجيش المتمثلة بضباطه الكفوئين. إن جيش تحرير الاحواز متواجد ويعمل حسب الخطة المقرّة من قبل قيادة الجبهة ويعمل في الداخل ويؤدي مهامه المناطة به، علما بانه في حالة توسيع قاعدته في الداخل، وفي الوقت الحاضر يؤدي دوره في التدريب والإعداد معتمدا على الإمكانات الذاتية، وإنه جاهز لتنفيذ مهامه الوطنية عندما تتوفر له متطلبات العمل والدعم اللوجستي والقواعد الأمنية، ونحن نطمئن الأشقاء العرب بأن حيش تحرير الأحواز على استعداد كامل في ما إذا تطلب الامر وتوفرت متطلباته. الجبهة العربية لتحرير الأحواز تعتبر من أوائل التنظيمات التي أنشئت للنضال الأحوازي... ألا تتفق معي بأن دور الجبهة بدأ بالانحسار.. ولا نجد لكم حضورا على الساحة الأحوازية؟ ان دور الجبهة العربية لتحرير الاحواز ارتبط في عملها على تحقيق أهدافها الإستراتيجية، وكما أوضحنا سلفا بان انبثاقها لم يكن رد فعل مرحليا على احداث كانت قد حدثت في مرحلة ما، بل هي مشروع وطني أحوازي وعربي يسير وفق رؤى متطورة ويتطور حسب المراحل، وان تحقيق وتجسيد الأهداف يتم على أساس تحرير الإنسان والأرض، لذلك فإن للجبهة العربية قيادات تعمل على أن تتعامل مع كافة التطورات والظروف بمنظور ممنهج وعلمي وبحكمة. نعم شعبنا العربي الأحوازي ينتمي إلى أمته العربية لكن هناك في بعض الجوانب له خصوصية في طرق وآليات نضال قد تختلف مع أشقائه بالتطبيق على أرض الواقع. هناك من يتصور خطأ بأن طرق عملنا يجب أن تكون وفق الأحداث التي تجري حاليا في بعض الأقطار العربية، ويجهل بأن طبيعة نضالنا من أجل التحرير يختلف من النضال من أجل تغيير أنظمة، كما أن الجبهة العربية استفادت وتستفيد من التجارب العربية والعالمية ولكنها تستخدمها وفق منهج منسجم مع نضال وتطلعات أبناء شعبنا وليس استنساخ تجارب الآخرين، كما أن لكونها مشروعا ذا إرادة احوازية مستقلة، كما أنها تقف بكل قواها وضمن منهجها بوجه العبث في العمل الذي لا يخدم قضيتنا وبمختلف مصادره احوازيا او عربيا او اقليما، كما أنها تقف وبصرامة تجاه كل من يحاول ان يجعل ارادتنا تسير من قبل اجندات تستخدم قضيتنا ورقة وقتية لتحقيق أهداف صراعات تنتهي وفق نهاية الصراع. كما اننا نوجه نداءنا الى الأشقاء العرب بأن يكون العمل العربي عن طريق مشروع عربي واضح الملامح يتعامل مع قضيتنا كقضية عربية ودولة عربية تم احتلالها عام 1925، ليحقق هذا المشروع أمننا القومي العربي تجاه المشروع الفارسي التوسعي على حساب الأمة العربية، ويعتبر صراعنا مع المحتل الفارسي صراعا قوميا حضاريا تاريخيا تحمّل أوزاره الشعب العربي الاحوازي بمفرده. الاحتلال الإيراني للأراضي الأحوازية يزداد بطشا يوما بعد الآخر.. إلى أي مرحلة وصل الاضطهاد الفارسي للإنسان العربي الأحوازي؟ ماذا ينقص المقاومة الأحوازية اليوم؟ ألا تتفق معي أن تواجد القيادات العليا للمقاومة الأحوازية في خارج أرض الوطن المحتل من شأنه إضعاف المقاومة؟ إن تقييم الدور لا ينحصر في هذه الفترة من خلال بعض الاعمال التي يقوم بها البعض المدعي والمحسوب على القضية الأحوازية من خلال أعمال عشوائية وبتغطية مخابراتية ليس لها تقييم فعلي على واقع الارض، وهذه الاعمال هي عبارة عن إعلام للاستهلاك المحلي والوقت، حيث إننا لم نلاحظ او نجد هناك عملا مفصليا مسلحا موجّها لمؤسسات الاحتلال، والمثال على ذلك هو أن عمل الكفاح المسلح الذي يؤثر على المحتل ليس رش البنزين على جدار لبناية مجهولة العنوان ليلا وإشعال النار وتصويرها وإرسالها إلي بعض الجهات الإعلامية واحتسابها عمليات مسلحة، بل هي عبارة عن أعمال مأجورة ليس لها صلة بالعمل النضالي المسلح الذي يهز أركان أجهزة الاحتلال. كما أن مشروع الجبهة العربية لتحرير الأحواز هو مشروع بناء وفي كافة الجوانب وأهمها تأسيس الحواضن في الداخل وكسر الحصار الثقافي وتعبئة الشعب هناك، لأننا نؤمن بأن الكفاح المسلح هو في مرتبة القمة من درجات النضال وهكذا فعل يحتاج إلى اليات ومستلزمات وحواضن من شانها أن تربك المحتل وتكون ذات أبعاد مهمة تنعكس على خلخلة توازن قوة العدو وطرده من أرض الأحواز العربية. الدعم العربي لقضية الأحواز المحتلة كان موجودا لفترة محددة.. ماسبب تراجع ذلك الدعم؟ المطلوب من العرب خليجيا وعربيا أن يدركوا بأن الصراع العربي لاينحصر في احتلال الأحواز بل هو مشروع توسعي، لذلك في المقابل يحتاج إلى مشروع عربي واضح المعالم يتعامل مع قضيتنا كقضية عربية ودولة عربية محتلة، وذلك يحتاج إلى العمل العربي على المستويين الرسمي وغير الرسمي بالاعتراف بدولة الأحواز كدولة عربية محتلة من قبل بلاد فارس، والعمل على فسح مجالات الدراسة في الجامعات العربية أمام شباب الأحواز، التكثيف الإعلامي العربي الرسمي وغير الرسمي، وطرح القضية الأحوازية في اجتماعات القمة العربية، قبول الأحواز عضوا عربيا في الجامعة العربية، منح الأحواز وسائل إعلامية لإيصال صوته إلى العالم، العمل العربي الرسمي في التنسيق مع الاممالمتحدة للاعتراف بالأحواز دولة محتلة من قبل الفرس، وفتح مكاتب وممثليات للأحواز في العواصم العربية واحتضان مناضليها وقياداتها السياسية وفتح المجال أمامهم للتحرك من أجل قضيتهم العادلة والمشروعة. هل هناك تأثير ولو بشكل غير مباشر للاتفاق النووي مع قضيتكم.. خصوصا إن أشرنا بأن ما يشكل أكثر من 80 % من الدخل الاقتصادي الإيراني أساسه من النفط الأحوازي؟ فيما يخص الاتفاق النووي الإيراني الغربي، لابد لنا أن نعرف بأن الدول الغربية ما يهمها هو مصالحها، ولابد لنا من أن نعرف بأن الأحواز من حيث الموقع الإستراتيجي بسبب وجود مضيق باب السلام (مضيق هرمز) والقرب من باب المندب يعتبر من أهم الشرايين الاقتصادية. كما أن الأحواز تحتوي على ثروات نفطية وزراعية تجعلها من أكثر الأماكن حساسية بالنسبة للمصالح الدولية، وأن الأحواز بانتمائها العربي ووحدتها التاريخية والجغرافية ستكون ذات تأثير مباشر على الموازين الإقليمية والدولية حيث ستعطي العرب قوة وفاعلية وإمكانات عسكرية واقتصادية تجعل الموازين لصالح العرب، وبما أن هناك تخوفا من جانب الغرب على حماية إسرائيل فهذا الأمر هو الذي يجعل الغرب أن لا يسعي لتحرير الأحواز مما تسمى ايران، وذلك من أجل ردع العرب بجعل ايران بعبع التهديد وعدم الاستقرار للبلدان العربية وايضا لمُشاغلتهم عن القضية الفلسطينية، لذا إن الاتفاق ليس له تأثير من وجهة نظرنا، لأن ايران تعمل بهذا الاتفاق، لأنه مهم على أجواء عدم الاستقرار في البلدان العربية. أما نحن فقد خسرنا وطنا بأكمله، ماذا سنخسر أثمن منه من خلال الاتفاق النووي. إلى أين يتجه نظام الملالي في حربه ضد القوميات غير الفارسية.. وإلى أين تتجه تلك القوميات في حربها ضد نظام الملالي؟ لا حدود لاتجاه الملالي في حربهم ضد الشعوب غير الفارسية في جغرافية ما تسمى إيران، حيث إن هذا النظام وغيره من الأنظمة - من سبقه ومن يأتي من بعده - لديهم منهج واحد، وهو كبح جماح ثورات الشعوب غير الفارسية ضد الاحتلال الفارسي الإيراني، وإننا نؤكد على الاحتلال الفارسي لأن جميع الشعوب في إيران ظلمت على يد هذه القومية وفرضت لغتها عليهم، لذا تراهم يناضلون ضد الخلاص من هذه المصيبة والعنصرية الفارسية المقيتة. أما اتجاه الشعوب غير الفارسية فيحدده خلاصهم من الاحتلال الإيراني الفارسي بتحرير أراضيهم من قبضة هذا الاحتلال الغاشم، ولابد لنا نحن كأحوازيين عموما وكمناضلين في صفوف الجبهة العربية لتحرير الأحواز من التأكيد والتوضيح بأننا حملنا شعار الكفاح المسلح ومؤمنون به، واننا جادّون في العمل من أجل تحقيق ذلك للدفاع عن النفس وحسب القرارات والمواثيق الدولية التي تسمح لأي شعبٍ محتل استخدام الكفاح المسلح وسيلة لإعادة حقوقه وسيادته إلى جانب استخدام كل الوسائل والطرق التي تعيد لنا حقوقنا وتحقق لنا هدف التحرير من هذا المحتل. وفي الوقت الذي ندين ونحارب به الارهاب بكل أشكاله ومسمياته نقول لأشقائنا العرب إن تحرير الأحواز يتحقق بالمنهج القومي العربي، وإن منهج الطائفية والإسلام السياسي سوف لن يخدم قضيتنا. كما وإننا نقاوم من يحاول أن يجرّب في الأحواز تجارب أخرى حدثت في بعض البلدان العربية، لأنها أساليب كارثية، حيث إنها تجعل من يدّعي بأنه معارض أو مناضل إلى سلعةٍ للبيع والشراء والعمل لحساب أجندات مخابراتية لا تخدم أهداف الشعب وتحرير الوطن.