لم يكن أكثر المتفائلين يجزم بعد خسارة نهائي آسيا للأندية 2014 بين الهلال وسدني وفساد تحكيم القارة بقيادة الياباني نيشيمورا، بعودة صاحب الألقاب الآسيوية الستة ونهوضه من كبوته سريعا ليصل إلى نهائي نسخة 2017 إلا أن الحظ وعوامل أخرى ساهمت في فقدانه اللقب أمام أوراوا الياباني، أبرزها إصابة نجم البطولة لاعب الوسط البرازيلي كارلوس ادواردو وهداف آسيا المهاجم السوري عمر خربين، وضياع اللقب ليس عيبا أو تقليلا في قدرات الفريق الازرق الذي كان خير سفير للكرة السعودية، وهناك فرق عالمية ابتعدت فترة طويلة عن تحقيق اللقب القاري، وريال مدريد خير دليل على ذلك إذ ظل عاجزا 32 عاما عن تحقيق دوري الإبطال الأوروبي ثم عاد بقوة وسيطر على البطولات. الهلال أضاع البطولة بمباراة الذهاب في الرياض على الرغم من أنه الأفضل وقريبا من الذهب بعدما قدمت إدارة الهلال ما تستحق عليه الاحترام، وأجادت فنون تهيئة الفريق بوجود مدرب كبير ومكافآت وتشجيع منقطع النظير، وهي مطالبة بشكل سريع للقيام بدور فعال من أجل الدوري ونسيان الاستحقاق الآسيوي بخيره وشره، عقب العودة إلى لغة الانتصارات وجندلة المنافسين كما فعل الجمعة الماضي بالأهلي 2-صفر وسط حضور جماهيري أزرق كثيف أصبح أحد أهم أسلحة الفريق ووقوده الرئيسي في نجاح واكتساب الدعم المعنوي الكبير للاعبين داخل الملعب وخارجه، والأكثر تأثيرا في كسب قمة الدور أمام المتصدر مستوى ونتيجة، وتجاوز اخفاق البطولة الآسيوية في فترة وجيزة قصيرة، وهذا لا تفعله الا الفرق الكبيرة. البعض في الوسط الرياضي عد فوز الهلال على الأهلي انتصارا معنويا، مقارنه بظروف النقص والحالة النفسية التي يواجهها، وهذا غير صحيح فالأرقام تشهد بتفوق "أزرق" على مر تاريخ مواجهات الطرفين، والأهلي صاحب تاريخ وبطولات وإنجازات، ولكن "زعيم آسيا" لا يعترف بالمعوقات والهزات انما البقاء وسط المنافسة، والاحترافية بدأت في التصريح الأول للأمير نواف بن سعد الذي نجح باحتواء انكسار اللاعبين وتفريغ الطاقة السلبية في طوكيو إلى مشروع طاقة ايجابية لذلك شاهدنا أمام انتفاضة ونجومية من لاعبي الهلال الذين قاموا بواجبهم كفرسان على الرغم من غياب البرازيلي كارلوس ادواردو والهداف السوري عمر خربين للإصابة.وهذه الاحترافية مطلوبة لنجاح أي إدارة واستمرار توهج الفريق على جميع الأصعدة المحلية والخارجية، فالكرة ليس في قاموسها البكاء على اللبن المسكوب، وأما الأهلي فلا يزال يعيش الاحترافية الناقصة حتى بتواجد نجمه الأول عمر السومة وبغيابه تضيع الطاسة، وعلى جميع الأندية إذا أرادت البقاء في المنافسة ألا تنام وتتلحف بالأعذار، وتأخذ من الهلال الالتزام والاحترافية والكبرياء وكلنا نتذكر كيف بقي أحد نجوم الفريق الدوليين نواف العابد على دكه الاحتياط فترة حتى عاد لمواظبته ومستوياته.