قدم الهلال قبل خسارة مواجهة الإياب في نهائي دوري أبطال آسيا، أمام أوراوا الياباني صفر - 1، كل شيء ممكن للظفر باللقب الآسيوي الغائب عن خزائن الأندية السعودية منذ 2005 عندما كان الاتحاد حينها متوجاً باللقب القاري، تفاصيل صغيرة في عالم كرة القدم غير الحظ، حرمت الهلال من كسر قصص المواسم الطويلة، فالسيناريو ذاته الذي حدث للفريق في نهائي 2014 أمام سيدني الأسترالي، تكرر للمرة الثانية على التوالي وهذه المرة أمام أوراوا الياباني 2018. في كلا النهائيين القاريين، افتقد الهلال للمهاجم الهداف، الذي يعرف لغة الشباك جيداً في أصعب اللحظات، حتى المهاجم السوري عمر خربين يبقى وحيداً يقاتل في النهائي الأخير، في مركز قلب الهجوم، على الرغم من أنه كان يلعب كمهاجم ثانٍ في الظفرة الإماراتي، ومنتخب بلاده، إلا أن افتقاد الهلال للمهاجم التقليدي حول خربين لهذا المركز، ليتألق بعشرة أهداف توجته هدافاً في دوري أبطال آسيا، لكنها وحدها لم تكن كافية لتتويج الهلال باللقب، بعد أن غاب الهداف الحقيقي في لقاء الإياب الختامي للبطولة، خصوصاً بعد خروج خربين مصاباً من دون بديل ناجح يملأ مكانه، كذلك جاءت إصابة لاعب الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو في مواجهة الذهاب، الكثير قلل من تأثيرها، إلا أنها كانت منعطفاً حاسماً في غياب الخطورة الزرقاء، وافتقاد الفريق لعنصر المفاجأة الذي يجيده البرازيلي بامتياز، فكان غيابه القسري كالقشة التي قصمت ظهر البعير، في ظل دكة بدلاء عاجزة فنياً وخالية من النجوم المؤثرين، لخبطت معها أوراق مدرب الفريق الأرجنتيني رامون دياز في المنعطف الأخير من البطولة. عناد الجهاز الفني في الهلال في الاستفادة من قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بتعاقد الأندية مع ستة لاعبين غير سعوديين، ومن ثم اختيار أفضل أربعة منهم، لخوض المعترك الآسيوي، زاد الطين بلة على الصعيد الفني في الفريق، مع إصرار المدرب الغريب على استبعاد الحارس العُماني الخبير علي الحبسي، وجلب المهاجم المقلب ماتياس بريتوس الذي استقر خارج قائمة الفريق بعد أن لمس المدرب غضب المدرج الأزرق عند مشاركة اللاعب بمستويات هزيلة، ليخسر الهلال عنصرين مهمين من اللاعبين السعوديين، ما أضعف كثيراً من حظوظ الفريق في تخطي الدور النهائي الحاسم من البطولة. تسابق لاعبو الهلال على نيل الكروت الملونة، واللعب في منتصف الشوط الثاني من لقاء الإياب بعشرة عناصر، بعد طرد لاعب الوسط سالم الدوسري، والاعتراضات المتكررة على حكم المباراة كل ذلك كشف بجلاء عن ضعف مهمة التهيئة النفسية الاحترافية، التي كان من المفترض أن يتصدى لها الجهاز الإداري، وأخفق في تجهيز اللاعبين وعزلهم عن التشتت الذهني والضغط النفسي، فلم يكن التبكير بالحضور إلى اليابان بعد مواجهة الذهاب، عاملاً مؤثراً في إبعاد اللاعبين عن الضغوطات، ما ساهم في توتر اللاعبين في الجزء الأخير على وجه الخصوص من إياب النهائي الآسيوي، وقبل ذلك مواجهة الذهاب التي كانت منطلقاً للتفريط في اللقب بفرص حقيقية للتسجيل مهدرة، في ظل ظهور المنافس أوراوا الياباني بمستوى متوسط، لايرقى لقوة الكرة اليابانية، وحنكتها المعروفة على الصعيد القاري، وإخفاق الهلال في استثمار الحضور الجماهيري الكبير الذي زحف باكرًا لمساندة فريقه في الرياض. لم تنته حكاية "الأزرق" مع البطولة الآسيوية، وسيبقى الأمل يلوح في الأفق في كل عام، بانتظار مراجعة إدارية وفنية شاملة، والتخلص من بعض العناصر التي استوطنت دكة البدلاء منذ مواسم، من دون فائدة فنية تذكر وتدعم الفريق، إذ أن بداية المعالجة هي تدعيم دكة البدلاء، قبل النظر في مستويات العناصر الأساسية، ثم مراجعة العمل الإداري، الذي ظل قاصراً عن تهيئة الفريق منذ أعوام طويلة لنيل اللقب الآسيوي العنيد، كما أن التوجه لمنح الجهاز الفني صلاحيات مطلقة، أثبت بلا جدال أنه توجه غير صائب، في ظل مكابرته في ملف الاستقطابات غير السعودية من اللاعبين، وإحباط المستقطبين السعوديين دون مبرر حد البقاء بعيداً عن قائمة الفريق الأساسية والبديلة.