من درس الماجستير بوجهه الحقيقي ، يعلم يقينا كم كان مشرقا في حياته كطالب دراسات عليا، لأنه يتلقى معارف ومهارات سقفها عال جدا، تجعل ما دونها مستساغا في عرفه العلمي والعملي، وبالمقابل كل دارس منصف مع نفسه قبل مجتمعه يريد أن يكون واجهة مشرقة لذلك البرنامج، واجهة ببحث مميز يقدم فيه الجديد، واجهة بخبراته الجديدة، واجهة بثقافته البحثية. لذلك علينا أن نُحدث اللحظة البحثية الراهنة، ونُقدم مزيداً من الضمانات لتحقيق أهداف التعليم العالي وأهداف برامج الدراسات العليا بصفة خاصة، فنحن نرى أن الهدف من برامج الدراسات العليا هو صناعة باحث محترف، وليس باحثا عبئا على المجتمع البحثي، فالمقررات التي تقدم في الماجستير قوية وخاصة إن لاقت أستاذا يستطيع إدارتها بذكاء، ليجعل طالبه يتقد ذكاء وتطلعا، ومن هذه المقررات ما يكون عن البحث العلمي ومنهجياته وأدواته والكتابة العلمية، هذه المقررات نجد أنها لا تكفي والآليات والسياسات المتبعة لا تصنع باحثا قويا، فالكل يعلم أن العالم يتقدم بالبحث العلمي وقياداته، لذلك يجب أن نطرق هذا المجال بشيء من الإبداع، ونبتعد عن الاجراءات التقليدية، وخصوصا في مجال كالبحث العلمي، يجب أن يبدأ الباحث من حيث انتهى الآخرون ويدرب بإتقان على المستجدات في هذا العالم، من خلال المناهج المتزامنة مع حداثة هذا المجال، والوقوف على البحوث الجديدة، والدراسات المتميزة على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وتداول الإضافات البحثية المبتكرة، ليصيغ منها وبها بحثا بحجم تطلعاته وتطلعات وطنه،الباحث المستجد يريد بيئة ترقى بحسه البحثي؛لقاءات وجلسات علمية ودورات وحلقات نقاش ومؤتمرات ومجموعات بحثية تعيد صياغة فكره وتجنبه التهديدات المستقبلية في مسيرته البحثية، ففي مرحلة الرسالة يزداد ذكاء وغباء الطالب على حد سواء، فهو يريد أن يكون باحثا متميزا ولكن يواجهه صعوبات وعقبات كثيرة ابتداء من عنوان رسالته حتى نهايتها، فيشكو تارة من فقر المقومات والوسائل التي تمكنه من بحثه، و يشكو تارة من غياب حقائق المهمة البحثية، نعم ندرك أن الباحث يجب أن يمارس كل تفصيلات العملية البحثية ولكن يجب أن يمارس بعد أن يمتلك كل الأدوات التي توفر جهده ووقته ليوظفه في الإبداع والإشراق ببحث يحتاجه العلم، وليس بحثا اتبع طرق وآليات العقود الماضية فما كان منه إلا أن زين أرفف مكتبات ضاقت بوجوده، رؤية 2030 رؤية واعدة وطموحة وللتوافق مع هذه الرؤية ،لابد من صناعة بحثية جديدة .