أكثر من 14 ألف إعادة تغريدة ونحو أربعة آلاف إعجاب كان نصيب تغريدة لاعب وسط النصر أحمد الفريدي التي أرسلها من حسابه في "تويتر" لرئيس ناديه الأمير فيصل بن تركي واعداً إياه بالفرح في الموسم المقبل والتي قال فيها: "ستفرح ويفرح جمهور العالمي هذا الموسم بإذن الله.. دعواتكم إلى تركيا". الفريدي لم يكتف بعبارته المقتضبة في التغريدة بل أرفق معها صورة معبرة وذات دلالة عميقة للأمير فيصل وهو يحيي الجماهير الغفيرة وخلفه لوحة من "تيفو" في إحدى المباريات، وقد كتب فيه باللغة الإنجليزية "النصر إلى الأبد"، مغلقاً تغريدته بقلبين أصفر وأزرق. كل تلك المشاعر الجياشة التي حملتها التغريدة، والتي بدت واضحة أنها مدروسة ومقصودة وموجهة، ليس للأمير فيصل بل للجماهير وربما غيرهم، وقد كانت كفيلة بأن تهز "مدرج الشمس" المعروف بعاطفته الحارة تجاه ناديه، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، إذ انقسم النصراويون حولها، ما بين متحمس، ومحبط، وبين من استقبلها بظرافة مفرطة عبر تعليقات ساخرة، ومنهم من وجه سهام انتقاده للفريدي نفسه. ذلك المشهد إن كشف عن شيء فهو يكشف أن جماهير النصر التي كانت في زمن مضى تتفاعل مع هذا النوع من التصريحات ودغدغة المشاعر لم تعد هي نفسها، بل أصبحت من الوعي وربما الإحباط بحيث تتعاطى مع الواقع لا مع الأحلام، وإلا فمثل هذه التصريحات كانت كافية لتكون وسادة تنام عليها حتى انطلاق صافرة الدوري. ما أعجبني في الجانب الآخر من التغريدة هو عدم تفاعل الأمير فيصل معها بالرد، ولا أدري ما السبب، فهل لكونه استقرأ ردة فعل الجمهور، أم لأنه لا يريد أن يعطي وعوداً ويتحمل كلفتها قبل أن يعيد ترميم فريقه، وفي كلا الحالتين فقد أحسن الفعل. الاختلاف حول تغريدة الفريدي لا يفترض أن يلغي التقدير له على تلك الروح الرائعة والمحفزة، ولعلها رسالة لكل من يهمه أمر النصر للعمل مع الرئيس وإدارته لترتيب "البيت النصراوي"، ولن يكون ذلك إلا بوقفة شرفية صادقة، ودعم مالي سخي، والتفاف جماهيري وإعلامي، وقناعة قبل كل ذلك بأن الأمير فيصل هو رجل الأمر الواقع، وإن لم يكن بالضرورة رجل المرحلة، وإلا فإن عودة النصر لن تكون أبداً بتغريدة وإن حملت كل تلك المشاعر.