أسهمت الصحراء في تشكيل ثقافتنا وقيمنا، وقدمت لأبنائها دروساً في الصبر والحذر، فلا يخفى على مرتاد الصحراء، شجرة العْشَر التي تمتاز بجمالها وأوراقها دائمة الخضرة وعودها الذي يوهمك بصلابته، وعلى الرغم من ذلك تعتبر العْشَر من الأشجار السامة، لذلك كانت مضرب مثل للخبث وسوء الطوية، ويقال بالأمثال الشعبية "فلان خضْرة عْشَر" ويقصد به الشخص الذي يعجبك بمظهره الخارجي وسوء مخبره، ويقول عبدالله بن سبيل: وخطو الولد رجمٍ على غير حلّه لو جاز لك مبناه برّق بساسه خضرة عشر ما هو على شوفةٍ له يزوم روحه وآ حسايف لباسه والراصد لسياسة الدوحة وما كشفته التسريبات عن دورها التآمري ضد المملكة العربية السعودية، وسعيها الدؤوب للتحريض وزعزعة الأمن ودعم كل سفيه يسعى لنشر الفوضى في داخل بلادنا، يدرك مدى التشابه بين سياسة الدوحة وشجرة العْشَر. فما تقوله الدوحة في العلن من دعمها للمملكة في حربها ضد الحوثي وضد الجماعات المتطرفة، يتنافى مع ما تفعله سراً، في السعي لزعزعة أمن المملكة ودول الخليج؛ وهذه السياسة العدوانية هي نتاج بذرة خبيثة تشبه تفوخ العْشَر. الدوحة صنعت لنفسها مظهراً إعلامياً يبدو لك من الوهلة الأولى بأنَّه قوي، إلا أنّه تضعضع وانكسر بسهولة كما ينكسر عود العْشَر، نتيجة للموقف الحازم من المملكة العربية السعودية تجاه التصرفات الصبيانية التي تمارسها الدوحة.