اليوم نحتفي بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، وهي مناسبة تجسد العمق التاريخي والهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية. هذا اليوم ليس مجرد احتفاء بالماضي، بل هو تأكيد على استمرارية النهج الذي بدأه الأجداد، وصولًا إلى الرؤية الطموحة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله-. وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، شهدت المملكة نهضة شاملة في جميع المجالات، حيث يُعد الملك سلمان المعلم والموجه الرئيس الذي يستقي منه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من نهر سلمان الخير والعطاء. فمنذ أن كان أميرًا للرياض ثم وليًا للعهد، كان الملك سلمان رمزًا للحكمة والقيادة الرشيدة، حيث وضع الأسس المتينة لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي أصبحت خارطة طريق للمستقبل. أما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فقد حمل راية التطوير والتحول ببراعة، وأظهر نظرة ثاقبة وقدرة فريدة على تحويل التحديات إلى فرص تنموية، ما جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة. وشهدت المملكة في السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مختلف القطاعات، بفضل رؤية واضحة وطموح لا حدود له. ومن أبرز هذه الإنجازات: - التحول الاقتصادي.. تم إطلاق مشاريع عملاقة مثل نيوم، ذا لاين، مشروع البحر الأحمر، والتي تعكس رؤية سمو ولي العهد لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. هذه المشاريع ليست فقط نقلة نوعية في البنية التحتية، بل هي أيضًا بوابة لاستقطاب الاستثمارات العالمية وخلق فرص عمل للشباب السعودي، ما يعزز مكانة المملكة كمركز اقتصادي عالمي. وتمكين الشباب يؤمن ولي العهد بأهمية الشباب في بناء المستقبل، ولهذا أطلق مبادرات عديدة لتمكينهم، مثل برنامج تنمية القدرات البشرية ومشروع القدية، ما وفر بيئة مثالية لتنمية المواهب وبناء جيل قادر على قيادة المستقبل والمساهمة في النهضة التنموية. والإصلاحات الاجتماعية شهدت المملكة تحولات اجتماعية كبيرة، مثل تمكين المرأة ودعم مشاركتها في سوق العمل، وإطلاق رؤية ثقافية طموحة تعكس تعدد وتنوع التراث السعودي، وتعزز الهوية الوطنية، مما يجعل المجتمع أكثر حيوية وانفتاحًا على العالم. والاستدامة البيئية انطلاقًا من حرص القيادة على بناء مستقبل مستدام، أطلق سمو ولي العهد مبادرات بيئية رائدة، مثل «مبادرة السعودية الخضراء» و»مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، التي تهدف إلى مكافحة التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وزيادة الرقعة الخضراء، ما يعكس التزام المملكة بالمسؤولية البيئية العالمية. وتحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، أصبحت المملكة لاعبًا رئيسيًا في الساحة الدولية، حيث تعززت علاقاتها الاستراتيجية مع الدول الكبرى، وأصبحت محورًا للسلام والاستقرار في المنطقة، من خلال مبادرات دبلوماسية واقتصادية مؤثرة على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك جلي في آخر لقاءات التفاوض بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا بشأن حرب أوكرانيا التي عقدت في العاصمة الرياض بتوجيه من ولي العهد الأمين. ويُعد يوم التأسيس السعودي فرصة للاعتزاز بكل تلك المنجزات، وبجذورنا الراسخة، وتأكيدًا على أن مسيرة الوطن مستمرة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. إن الرؤية الثاقبة لسمو ولي العهد وإيمانه العميق بقدرات هذا الوطن وشبابه، مستمدة من الحكمة والتوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين، وهي الضمانة لتحقيق التطلعات الوطنية، والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، وفي هذا اليوم الوطني، نرفع أسمى آيات التهنئة لخادم الحرمين الشريفين، وإلى ولي العهد الأمين، وللشعب السعودي الكريم، ونؤكد على مواصلة المسيرة بكل إخلاص وتفانٍ، لبناء مستقبل زاهر يليق بمكانة المملكة العربية السعودية. تحيا المملكة العربية السعودية، وتحفظها عناية الله تحت راية قيادتها الحكيمة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. * عضو مجلس المنطقة الشرقية