شجرة العشر أو شجرة الجن، كما يمسيها كبار السن سابقا، شجرة معمرة مستديمة الخضرة يصل ارتفاعها من ثلاثة إلى خمسة أمتار. تنتشر في معظم أنحاء المملكة العربية السعودية، خاصة في المناطق ذات المناخ الحار، ومنها نجران. وقد أثبتت دراسات عدة عن هذه الشجرة، استنباط العديد من المعلومات الهامة فيما يختص عن سموم عصارتها، وأثرها على البيئة والإنسان. وكان انتشار هذه الشجرة في نجران، ينحصر في الأودية، لكن ما زاد من خطورتها حاليا كثرة انتشارها بين الأحياء وأمام المنازل، والأخطر تواجدها بين جدران المدارس؛ ما يهدد الطلاب خصوصا الصغار في الصفوف الأولية بالمرحلة الابتدائية. وبالتالي فإن تعرض صغار السن للعبث بها أمر وارد، حيث يجهلون آثارها السلبية من خلال الإصابات المرضية، لا سمح الله، من جراء العبث بأوراقها، خصوصا إذا علمنا أن جميع أجزائها سامة، خصوصا العصارة اللبنية حيث تشكل خطرا لمن يحاول العبث بها، وقد تصيبه بفقدان البصر سواء كانت العصارة في سيقانها أو ثمرتها البيضاوية. لم يخف كتاب «حبائل الصحراء» للمؤلف محمد بن سليمان اليوسفي معلومات تثبت مخاطر شجرة العشر، حينما أكد أن جميع أجزائها سامة، على الرغم من أنها من النباتات التي تستخدم طبيا. وأشار إلى أنه إذا أصابت العصارة اللبنية العين، قد تتسبب في فقد البصر، أما ابتلاع العصارة أو أي جزء من النبات فيسبب تهيجا في الجهاز الهضمي وألما في المعدة، مصحوبا بغثيان وقيء وإسهال وبطء في النبض وزوغان في البصر وضعف عام، أما إذا كانت الكمية كبيرة فتؤدي إلى نبض سريع غير منتظم وهذيان وتشنجات وهبوط في القلب، قد يعقبه الموت. وتبلغ خطورة العصارة اللبنية لنبات العشر، إلى حد أنها كانت تستخدم لتسميم الرماح، وسادت قديما اعتقادات غريبة حول العشر؛ ففي بعض مناطق المملكة كان الشخص إذا مشى بقرب شجر العشر قال «بسم الله»، لاعتقادهم أنها مساكن للجن، وذلك زعم قديم لدى العرب. وتسمى ثمار العشر في العامية «التفوخ»، ومفردها «تفخة»، واسمها في مصادر اللغة العربية «الخرفع»، وهي ذات لون أخضر وبحجم وشكل فاكهة المانجو، ولا يستفاد منها، وتبدو للناظر كأنها صلبة بينما هي رقيقة القشرة وشبه مجوفة، ولذلك يقال في الأمثال الشعبية «تفوخ عشر، أو فلان تفخة»، للرجل الذي يجمع بين الأناقة وخفة العقل. كما أن أغصان العشر اليابسة تبدو بالنظر كأنها صلبة، بينما هي هشة يمكن أن تكسر بأقل جهد، ولذلك يقال في الأمثال الشعبية «كسرة عشر، أو فلان مكسرة من عشر»، عن الذي لا يقوى على مواجهة الآخرين ويجزع من أهون المصائب. ورصدت جولة «عكاظ» تلك الشجرة في أنحاء متفرقة من نجران، ووجدتها متصدره للمشهد في أغلب الأحياء، حيث اتضح أن أغلبهم لا يدركون حجم خطورتها على الإنسان، ويزيد من خطورتها احتضان أرصفة المنازل والمدارس لها؛ ما يعرض صغار السن للخطر دون إدراك لمخاطرها، أو تدخل لإزالتها، أو على الأقل التوعية بالأضرار التي تنتج منها.