وافق الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً على وجود الحارس الأجنبي في "دوري جميل" بعد أن جفت ينابيع المواهب في هذه الخانة وباتت ولادة الحارس النجم متعسّرة وتكلف الكثير من المال، ومازالت قضية الحارس محمد العويس تملأ الدنيا ضجيجاً ما بين غضب الشباب على انتقاله وترقب الأهلي لمستقبله، بعد ما أمضى على عقده بمبلغ مالي كبير ربما يعتبر الأعلى في تاريخ الحراسة السعودية، وهذا دلالة على فقر الكرة السعودية في خانة الحرّاس. عن هذا القرار يقول الحارس الدولي السابق محمد خوجة: "سوء اختيار الأندية لمدربي الحراس هو السبب الرئيسي في ذلك واعتقد من وجهة نظري أنه لم يدرس بشكل صحيح ولا بشكل كافٍ ولم ترحب به الأندية جميعها بل إنه لم يؤخذ رأيها في ذلك، ومركز الحراسة كبقية المراكز ومن حق الأندية أن تستعين فيه بحراس أجانب ولكن كنت أتمنى لو تم التركيز على المشكلة الأساسية في هذا الجانب وهي ضعف مدربي الحراس الموجودين في الأندية السعودية وهذا آخر اهتمامات الأندية للأسف وكل تركيزها على المدرب الأول للفريق ومن ثم يأتي بقية الطاقم ومن آخرهم مدرب الحراس فلا يتم التفكير باختياره بشكل جيد وعناية كاملة والأندية تستقطب مدربي حراس هم أبعد ما يكون عن مدربي الحراسة بل ذلك يتم في أغلب الأندية". وعما إذا كان القرار سيكون وسيلة تطوير لمستوى الحارس السعودي أجاب: "لن يكون هذا وسيلة تطوير قوية، صحيح سيكون هناك احتكاك ولكن ذلك لن يطور الكثير إذا وضعنا في عين الاعتبار أن وجود الحارس الأجنبي يعني أنه سيكون الأساسي والذي سيعتمد النادي عليه في المباريات ونحن نتكلم عن حارس المرمى فهو سيأخذ النصيب الأكبر من لعب المباريات بعكس بقية اللاعبين إذ يحدث بينهم تبديلات من مباراة لأخرى وكذلك في المباراة ذاتها يتم استبدال ثلاثة لاعبين فيما الحارس لا يتم استبداله سواء أثناء المباراة أو ما قبل المباريات إلا لظروف إصابة أو إيقاف أو أن يكون أداؤه سيئاً بشكل واضح وظاهر فالحارس هو العنصر الثابت في تشكيلات الأندية طيلة الموسم". وحول الأثر السلبي لهذا القرار يقول خوجة: "سيكون له أثر سلبي لذلك لن توجد فرصة للحارس السعودي بلعب المباريات لأن الأجنبي سيكون هو الأساسي ولن يتم تبديله إلا للظروف التي ذكرناها سابقاً والتي ستقتصر على أدائه السيء أو الإصابات لأن حتى الإيقاف سيعود مباشرة للخانة الأساسية بعد رفع الإيقاف فنحن بذلك سنخسر فرصة للحراس السعوديين بعدم منحهم اللعب مستقبلاً، والأندية في دوري المحترفين هي لا تحتاج لحراس أجانب على الرغم من أن الموجودين حالياً ليسوا بصورة جيدة ولكنهم يحتاجون للعمل على تطوير أدائهم بشكل أفضل من خلال الاستعانة بمدربين حراس قادرين على تطوير مستوياتهم". مستقبل غير واضح وعن مستقبل الحراسة السعودية يرى الذي دافع عن شباك ثلاثة أندية في مسيرته الرياضية أن مستقبلها غير واضح وخطير ويقول خوجة: "يجب أن تنتبه الأندية لهذه النقطة وكذلك اتحاد الكرة الذي يجب عليه أن يجبر الأندية على استقطاب مدربي حراس على مستوى عالٍ خصوصاً في الفئات السنية والتي تعتبر أهم المراحل في تكوين الحارس إلى جانب الاهتمام بوضع أكاديميات خاصة للحراس في الأندية ليصل الحارس إلى الفريق الأول وهو بكامل جاهزيته الفنية للدفاع عن شباك فريقه". ومع إعلان اتحاد الكرة قراره الأخير سارع بعض الحرّاس العرب إلى مغازلة الأندية السعودية فالحارس المصري الكبير عصام الحضري ذكر في تصريحات تلفزيونية أنه غير متمسك بقفازه في الدوري المصري وقال: "من المحتمل أن تصلني عروض من أندية سعودية وحينئذ لا أمانع من اختتام مسيرتي الكروية في السعودية". فيما اكتفى الحارس الكويتي نواف الخالدي بتغريدة على صفحته الرسمية ب"تويتر" مغازلاً فيها الهلال كتب فيها: "جيتك هوى" واضعاً معها قلباً أزرق. وإلى جانب الحضري والخالدي فقد تداول الجمهور السعودي اسم العماني علي الحبسي المحترف في ريدينغ الإنجليزي فبادر مدرج كل نادٍ لمطالبة إدارة ناديهم بالحصول على خدماته باعتباره أشهر حراس الوطن العربي وأبرز المحترفين في أوروبا منذ أعوام طويلة. عصام الخضري نواف الخالدي