علمت "الرياض" أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يدرس في اجتماعه المقبل فكرة السماح للأندية في "دوري جميل" الاستعانة بالحارس الأجنبي ضمن الرباعي الأجنبي لسد الخلل ومعالجة تراجع مستوى الحارس السعودي الذي أضحى مصدر قلق في الأندية أو حتى مع المنتخب السعودي وعبر فئاته السنّية المختلفة في ظل وجود مطالبة وتأييد من اغلب أندية "دوري جميل" بحجة أنه سيرفع حجم التنافس ومنح الأندية حلولاً متعددة في هذا المركز خصوصاً الكبيرة منها التي تشارك في البطولات القارية المختلفة، وتعود بالنفع أيضاً على الحارس الوطني من حيث اكتساب الخبرة وزرع مبدأ التنافس، كما هو الحاصل في كرة القدم الأوروبية، في ظل الحاجة والأزمة الفنّية الخانقة التي تعصف بأداء المنتخب السعودي، بعد اعتزال الأسطورة محمد الدعيع. في البداية يقول المدرب الوطني والحارس الدولي السابق عبدالرحمن الحمدان: "للأسف الشديد مستوى الحراسة في "دوري جميل" وجميع المسابقات الأخرى في تراجع واضح ويعتبر من اضعف المواسم، وسبق أن حذرت من ذلك، بعدما وصل إلى مرحلة تعد الأضعف في الفترة الماضية ومركز الحراسة هو الأهم والمحرك الأساسي للفريق، والحارس المتميز هو نصف الفريق، لذلك فإن جلب الحارس الأجنبي لن يكون له أي إيجابيات تذكر سوى للأندية التي تبحث عن الفائدة وبحثها عن البطولات، وسيساهم في عدم ابراز قدرات الحارس المحلي وعدم إعطائه الفرصة الكاملة للتطوير وتصليح الأخطاء والاستفادة من الاحتكاك في المباريات على مختلف المسابقات المحلية. ولذا فإن المتضرر الأول في هذا الموضوع سيكون المنتخب السعودي؛ لأن غياب الحارس المحلي عن المشاركات المحلية مع ناديه بسبب تواجد الحارس الأجنبي سيجعل الأمور صعبة للغاية على المنتخب، وخانة الحراسة لأسباب عدة أبرزها النواحي الفنيّة واللياقية والنفسية، وبصراحة ارفض هذا المقترح أن يتم الموافقة عليه". واختتم حديثه بالقول: "الدوري يوجد فيه بعض الأسماء الجيدة ومنها حارس الهلال عبدالله المعيوف يقدم مستوى مقنع وهو مفيد للفريق". من جهته شدّد مدرب الحراس بنادي الغرافة القطري سليمان العيسى على أن الحراسة في الملاعب لسعودية تعاني من اهتزاز ووهن وتفتقر لوجود مدربين مؤهلين الذين يقومون بصقل المواهب العديدة والمتناثرة في الأندية ولدينا مواهب متميزة في حراسة المرمى، ولكنّنا نفتقد إلى صقلها، ومن أجل ذلك نحن لسنا بحاجة لجلب الحارس الأجنبي في الفترة القادمة بقدَر حاجتنا الماسّة في توفير مدربين أكفّاء لصقل تلك المواهب وتقديمها للأندية والتي ستعود بالنفع على المنتخب السعودي عبر فئاته السنية في المستقبل القريب". واصفا قرار الاستعانة بالحارس الأجنبي بالكارثة التي ستهدد مستقبل الحراسة السعودية وحتى لو تم إقرار السماح لن يضيف أي شيء وقال: "هذا الموسم شاهدنا بعض الحراس الذين قدموا مستوى جيدا يتقدمهم حارس الهلال عبدالله المعيوف الذي ظهر هذا الموسم بمستوى جيد وارتفاع خاصة في المباريات الأخيرة، ووصوله ل31 عاما لن يكون عائقا أبدا أمامه في تطور مستواه وهذا العمر يعتبر الأفضل لحارس المرمى من ناحية الخبرة والنضوج الكروي ويحتاج المعيوف لعمل بدني لتنقيص الوزن وتدريبات التوافق على السلم للتغلب على البطء الواضح في خطواته أثناء الخروج للكرات العرضية". وأضاف: "إجمالا المعيوف من الحراس الجيدين ولديه القدرة ليكون الأفضل والثبات على مستواه متى ماسعى إلى ذلك". فيما رفض مدرب الحراس في المنتخب السعودي منصور القاسم فكرة السماح بمشاركة الحارس الأجنبي وقال: "اعتماد هذا سيكون المتضرر الأكبر هو المنتخب الوطني واغلب الأندية ترغب في وجود حارس أجنبي، وستشاهد أن 80٪ من حراس الدوري أجانب والدول التي تستعين بالحارس الأجنبي لديها حراس محترفون خارجياً وهذا ما ينقصنا ومستوى الحراس في الدوري اعتقد بأنه جيد بوجود أسماء مميزة قدمت هذا الموسم مستويات لافتة مثل ياسر المسيليم بالأهلي وفواز القرني بالاتحاد وعبدالله المعيوف في الهلال وحسن شيعان في النصر والأخير انا استغرب كيف النصر أبعده عن التشكيلة الأساسية على الرغم من المستويات الممتازة التي قدمها بداية الموسم". وأضاف: "المعيوف حارس مفيد جداً للهلال بدليل لعبه جميع المباريات هذا الموسم وحقق الهلال هذا الموسم مستوى استثنائيا، صحيح حدثت أخطاء ولكن طبيعي تحدث أخطاء ولايوجد حارس بدون أخطاء ومن مميزاته قراءته الجيدة للمباراة وتمركزه السليم، أما بالنسبة للعمر اعتقد بأن 31 عاما عمر صغير في حراسة المرمى وكثير من الحراس يصلون إلى 40 عاما". واعتبر مدرب الحراس بالمنتخبات المصرية السنية والجبلين سابقا حمدي إسماعيل السماح للحراس الأجنبي بالتواجد بالملاعب السعودية لن يكون مفيدا على مدار الأعوام المقبلة، وقال: "ربما يفيد الأندية الكبيرة خصوصاً المتواجدة في البطولات القارية، وسيعزّز من القوة الفنيّة لأندية مناطق الظل، لكن ذلك يعتبر قضاء على مركز الحراسة لان تقريبا كل أنديه جميل ستتعاقد مع حارس أجنبي فيكون حارسك الأول غير سعودي، وعند اختيار المنتخب لحارس وطني لن يكون أمامه سوى الحارس الثاني وسيكون مستواه ضعيفاً واعتبر الحارس كالطيار يقاس أفضليته بعدد ساعات طيرانه فهكذا الحارس كلما ابتعد عن المرمى قل مستواه وقلت خبراته، فهذا القرار لو نفذ يكون في غير مصلحة المنتخب ومن وجهه نظري عن أفضل الحراس خالد شراحيلي ومحمد العويس وعبدالله المعيوف والأخير كان مميزا هذا الموسم مع الهلال خصوصا في قوة التركيز لديه وكذلك تصديه لضربات الجزاء، وامتلاكه لردة فعل، ومن الحق أن يعد من ضمن أفضل الحراس". واختتم حديثه بالقول: "من مزايا المعيوف الأخرى انه كان عاشقا، وفضل العودة لفريقه الهلال، مقابل التنازل عن مبلغ كبير من مستحقاته لناديه السابق الأهلي وهذا نادرا ما يفعله أي لاعب".