يعيش نادي الاتحاد خلال الفترة الحالية ظروفا عصيبة لم يكن يتوقع محبوه أن يصل إليها بسبب الديون التي تفننت في كيفية وضعها إدارات سابقة وظهور قضايا خارجية تصل مستحقات مطالبيها مالياً لأكثر من 30 مليون يورو وصنعت هذه الظروف والمطالبات المالية سحابة غموض لاتزال تحلق فوق النادي التسعيني واضعةً جماهيره في حيرة من أمرها خصوصا بعد ظهور رئيس النادي حاتم باعشن وإعلانه عدم وجود سيوله مالية تسهل للإدارة معالجة الأوضاع الحالية وتسديد رواتب اللاعبين الذين تقدم بعضهم برفع شكاوى لدى غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي لكرة القدم للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة في الوقت الذي تبقى على انتهاء فترة تكليف الادارة الحالية أيام معدودة. وبعد انتهاء الموسم الرياضي الحالي تحتاج ادارة الاتحاد لتجديد عقود أكثر من عشرة لاعبين محليين ما يعني حاجة النادي لتوفير ثمانية ملايين ريال لتسليمهم مقدمات عقودهم، بينما رفض عدد من اللاعبين بالاتفاق مع الإدارة أو تحديد وجهتهم في الوقت الراهن لحين صدور قرار الهيئة العامة للرياضة إذ إن أغلب اللاعبين ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من قرارات ومن ثم التفاهم مع الإدارة على قيمة العقد والمدة سواءً مع الادارة الحالية أو الادارة الجديدة، وعلى الرغم من أن إدارة باعشن الحالية وقعت مع لاعب الوسط الشاب خالد السميري لضمان بقائه إلا أنها لا تزال تسعى للحفاظ على عدد من اللاعبين بدليل تقديم عروض للاعب الوسط سلطان مندش الا أنه فضل عدم التسرع في حسم مصيره، بينما رفض لاعب الوسط جمال باجندوح الحديث عن مستقبله في الوقت الراهن لانشغاله بمعسكر المنتخب السعودي الأول لكرة القدم وفضل تأجيل القرار لحين معرفة مصير كرسي الرئاسة في ناديه، فيما لا تزال الجماهير تستغرب تجاهل الإدارة للاعب المحور معتز تمبكتي بعد انتهاء عقده بشكل رسمي وعدم تقديمها عرضا له على الرغم من أنه قدم موسماً رائعاً من الاتحاد في المباريات الرسمية ويبدو أنه يجد عدم القبول في الفترة الأخيرة من المدرب التشيلي لويس سييرا الذي فضل وضعه حبيساً على الدكة وسط تساؤلات كبيرة، ورفض اللاعب الخوض حالياً فيما يخص عقده وفضل انتظار قرار الهيئة العامة للرياضة، ولا يزال هناك عدد من اللاعبين ينتظرون حسم موقفهم وتظهر عليهم رغبتهم البقاء مع الاتحاد بعد تأجيل مصيرهم وهم المدافع عمار الدحيم الذي تلقى عروضا عدة ورأى التريث، والمهاجمان عبدالرحمن الغامدي وربيع السفياني والمدافع عبدالرحمن الريو ولاعب الوسط تركي الخضير والحارس هاني الناهض، ويعتبر أغلبهم مطلباً جماهيراً بعد بروزهم بشكل مُلفت خلال الموسم الحالي، ولكن الضائقة المالية التي يمر بها الاتحاد اصبحت تشكل خطراً على وضع النادي في حال تلقى أحد اللاعبين عرضاً مغرياً من الأندية المنافسة. من جهة أخرى أرسل المدرب التشيلي لويس سييرا تقريراً مفصلاً عن الوضع الفني الفريق وما هي حاجته خلال الموسم خصوصا أن الفريق سينافس على خمس جبهات ابتداء من كأس السوبر أمام بطل الدوري الهلال ومن ثم المنافسة في "دوري جميل" وكأس الملك والمحافظة على كأس ولي العهد والمشاركة في الملحق الآسيوي، وطلب سييرا تصعيد عدد من اللاعبين واستبعاد سبعة بعد أن سجلت حصيلة التقارير الخاصة بهم عدم حاجته لهم للضعف الفني واللياقي الذي يمتلكونه، مشددا على ضرورة التجديد مع عدد العناصر التي انتهت عقودهم. من جهة ثانية لا تزال جماهير الاتحاد تنتظر قرار الهيئة العامة للرياضة بعد أن تأخر لأكثر من شهر في ظل إعلانها سابقاً عن اكتمال الإجراءات التي ستتخذها وأن القرار أصبح جاهزاً ويحتاج الى تعميد من رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة محمد آل الشيخ، ومع مرور الوقت ظهرت انقسامات كبيرة بين الجماهير فمنهم من يريد الانتخابات حتى يستفيد النادي من حصيلة الأصوات التي ستُسجل للمنتخبين إضافة الى رغبتهم بتواجد ادارة منتخبة ترتب الأوضاع وتقود الاتحاد لأربعة أعوام مقبلة ومن ثم محاسبتها بدلاً من تكليف لمدة عام في ظل الوضع الحالي الذي يحتاج إلى دعم مالي كبير، فيما يرى البعض أن التكليف الحل الانسب في ظل عدم معرفة ظروف التصويت الالكتروني إن كان سيخدم النادي وربما يكون المتقدمون للتصويت أقل بكثير من المتوقع لذلك فضلوا التكليف وهذا يعني منح الادارة الحالية فرصة تسيير النادي بشكل أفضل لحين الخصخصة وإخراجه "العميد" من دوامه الديون التي يعيش فيها لأكثر من ثمانية أعوام، ولكن المؤشرات الحالية تغيرت كلياً بعد اجتماع آل الشيخ برئيس ادارة الاتحاد حاتم باعشن قبل اسبوع والاطلاع على اعمال الإدارة من خلال التقارير، وقدم الرئيس مقترح المحفظة المالية التي تقدم بها أعضاء شرف الاتحاد بقيمة 100 مليون ريال لإخراج النادي من الديون والقضايا الخارجية، وربما تكون السبب في تعطيل صدور القرار حتى هذه اللحظة على الرغم من أن قرار الانتخابات كان جاهزاً ولكن تقرر تعطيله لحين دراسة الوضع جيداً، ومن المتوقع حسم الهيئة العامة للرياضة الجدل الكبير بين جماهير الاتحاد بعد 13 يوما تزامناً مع نهاية الفترة الحالية للإدارة إما بإعلان تمديد فترتها لموسم آخر أو الإعلان عن الانتخابات الإلكترونية.