بلغ حجم الفوائض النفطية بداخل الأسواق العالمية 300 مليون برميل وذلك بحسب توقعات البيت الاستشاري بيرا، والتي سيتم سحبها بالكامل نهاية العام الجاري. يقول المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي: تعمل الجهود التي تقودها الأوبك والمنتجون المستقلون على ضمان استمرار سحب الفوائض النفطية من الأسواق، إلا أن وتيرة استعادة التوازن مازالت أقل من التوقعات، حيث إن المعروض حسب التقديرات أعلى من معدل الطلب 1.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2017، وعليه فلا بد من إزالة الفائض في أسواق النفط والتي تقدر ب 300 مليون برميل سيتم سحبها بالكامل مع نهاية عام 2017، مع استمرار ارتفاع نسب التزام الأوبك والمنتجين المستقلين من خارج الأوبك باتفاق تعديل الإنتاج، وتمديد الاتفاق لتسعة أشهر تبدأ في شهر يونيو 2017 وتنتهي مع نهاية شهر مارس 2018. وأوضح الدكتور الشطي أن التوقعات تشير إلى نمو الطلب العالمي بمعدل 1.8 مليون برميل يوميا خلال عام 2017 و1.7 مليون برميل يومياً خلال عام 2018، ولكن لا بد من متابعة لصيقة لهذه التوقعات مع بروز مؤشرات تؤكد تباطؤ معدل الطلب العالمي خلال النصف الثاني من عام 2017، وأن دعم الطلب سيأتي من عدة منطلقات تشمل تعافي الطلب على الجازولين وزيت الغاز والديزل مع استمرار متانة الطلب على الغاز المسال، كما أن هنالك تعافياً في نشاط الحفر بالولايات المتحدة الأميركية، ويتسارع الإنتاج الأميركي من الانكماش السابق في عام 2016 إلى ارتفاع بمقدار 1 مليون برميل يوميا مع نهاية عام 2017، ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي الإنتاج الأميركي من النفط ليفوق 1.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2018. وأضاف بقوله أسهم الاتفاق بتعافي أسعار النفط ضمن نطاق مقبول يعكس أساسيات السوق ولكن ضعف أسعار النفط خلال الأيام السابقة يعبر عن قلق من أن وتيرة انخفاض المخزون النفطي أقل من التوقعات التي تسمح بتسارع استعادة توازن السوق النفطية، حيث تشير توقعات الصناعة إلى أن هناك سحوبات كبيرة، لكنها تمت في البلدان خارج منظمة بلدان التنمية والتعاون الاقتصادي وكذلك من المخزون النفطي العائم، وأن التوقعات تدعم تعافي أسعار النفط إلى مستويات ال 60 دولاراً للبرميل مع نهاية العام الجاري، كما أن هنالك عاملين أساسيين يدعمان الأسعار خلال العام 2018 م أولهما عودة المخزون إلى مستويات طبيعية، والآخر تقلص الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تمتلكها الأوبك مع عودة إنتاجها للزيادة من جديد.