د. محمد الشطي على الرغم من أجواء الضعف التي تمر بها الأسواق النفطية إلا أن منظمة الأوبك استطاعت رفع إنتاجها 2.5 مليون برميل يومياً خلال الفترة يناير 2015 إلى يوليو 2016 بحسب ما أوضحه خبير النفط الدكتور محمد خضر الشطي الذي أكد أن استمرار تسجيل المخزون النفطي بالدول الصناعية نمواً قياسياً يؤثر على الأسواق، حيث يرتفع 200 مليون برميل وهو أعلى من متوسط المخزون للسنوات الخمس الماضية. وكان إنتاج منظمة الأوبك في شهر يناير 2015 نحو 30.8 مليون برميل يومياً ليرتفع وصولاً ل 33.3 مليون برميل يومياً في يوليو 2016، وذلك تأكيداً لأهمية دورها في ضمان أمن المعروض بداخل الأسواق العالمية. وقال الدكتور الشطي بالطبع الأمر مختلف عند النظر إلى التوقعات التي صدرت حديثا عن سكرتارية الأوبك حيث ان الطلب على الأوبك يدور حول 32.7 مليون برميل يومياً خلال الربع الثالث من عام 2016 ويدور حول 32.3 مليون برميل يومياُ خلال الربع من عام 2016 بينما يستمر إنتاج منظمة الأوبك عند 33.2 مليون برميل يومياً، فإن ذلك يعني بناء في المخزون بمقدار 500 ألف برميل يوميا خلال الربع الثالث من عام 2016، و1 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع من عام 2016، وهو ما يعني استمرار اختلال ميزان السوق النفطية واستمرار الضغوط على أسعار النفط حيث يعتقد المراقبون أن مرحلة التوازن ستكون في النصف الثاني من عام 2017 بينما يرى آخرون أنه لن يحدث قبل النصف الأول من عام 2018. وأوضح الدكتور الشطي في هذه الأجواء تأتي سياسة أوبك المتوازنة للإنتاج والتي تقضي باستمرار الاستثمار في تطوير الإنتاج وفق التوجهات الاستراتيجية للدول من دون استهداف إغراق الأسواق، ولكن الإنتاج حسب احتياج تنامي الطلب وهو ما أعطى أريحية للأسواق من خلال التصريحات المتوازنة التي صدرت عن وزراء النفط والبترول والطاقة في المنظمة بعد المؤتمر الوزاري للأوبك في 2 يونيو 2016، والتي عبرت عن أجواء إيجابية تعزز قنوات التواصل والتعاون لاستقرار الأسواق والأسعار وأن الوزراء يتطلعون لأسعار ربما تفوق الخمسين دولارا للبرميل تشجع الاستثمار، ولكن المراقبين يتطلعون إلى خفض الإنتاج دون حاجة السوق النفطية من أجل ضمان سحوبات من المخزون النفطي وتحقيق توازن الأسواق وتعافي أسعار النفط بوتيرة ثابتة، كما يجب أن ينظر إلى المشاورات التي تجري بين المنتجين والتي تسبق فعاليات منتدى الطاقة الدولي في الجزائر خلال 26 -28 سبتمبر 2016، على أنها جادة وذات مصداقية، ومؤشر يؤكد حرص المنتجين على استقرار الأسواق، كما أن أوضاع السوق ليس من السهولة التعامل معها؛ لتشابكها حالياً واستمرار عددٍ من المنتجين في معاناتهم الجيوسياسية التي تؤثر بطبيعة الحال على مستويات الإنتاج وعلى قرار التعاون من عدمه. وأضاف استمرار هبوط الإنتاج النفطي الأمريكي ليس كافياً لاستيعاب الزيادة من الأوبك وبالتالي استمرار الفائض والضغط على الأسعار، وتأخير مرحلة توازن الأسواق إلى فترة أطول قد تكون النصف الأول من عام 2018، وتتوقع سكرتارية الأوبك انخفاض إنتاج النفط الأمريكي من 14 مليون برميل يوميا في عام 2015 الي 13.6 مليون برميل يوميا في عام 2016، ثم تقل وتيرة الهبوط أكثر في عام 2017 ليصل الإنتاج 13.4 مليون برميل يوميا او هبوط مقداره 200 ألف برميل يوميا.