عكست التوقعات بداخل الأسواق النفطية مدى الأريحية والقبول لتبعات اتفاق خفض الإنتاج النفطي ومدى التزام الدول به، فتوقعات مصرف "غولدمان ساكس" تشير إلى أن التزام المنتجين من الأوبك والمستقلين يصل لنحو 85%، الذي يعد مؤشراً إيجابياً يتزامن مع تعافي الطلب الذي يدفع الأسعار بحسب محللي الأسواق نحو الباكورديشين. وقال "كرديت سويس" إن المؤشرات تدل على التزام المنتجين وأن الأسواق في حالة انتظار تسعير السعودية لنفوطها. يقول الدكتور محمد الشطي -محلل نفطي- عن مدى التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج النفطي خلال شهر يناير الماضي أعلن الوزير الروسي نوفاك بأنه يقدر مقدار الالتزام 1.4 مليون برميل يومياً من أصل تعهد بخفض 1.8 مليون برميل يومياً أي التزام بنسبه 78%، وعلى الرغم من أن أسعار نفط خام الإشارة برنت تقف عند 55 دولاراً للبرميل، إلا أنها تمثل ارتفاعاً ما بين 10 - 15 دولاراً للبرميل مع اتفاق المنتجين. وتابع قائلاً يتوقع الوزير السعودي المهندس خالد الفالح أن يفوق الالتزام بالخفض 1.7 مليون برميل يومياً بعد أن تكون الأرقام والتقديرات في متناول السوق والتي ينتظرها الجميع، كما أن أسعار النفط تستفيد حالياً من الخفض في قيمة الدولار الأميركي وإبقاء البنك الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة من دون تغيير، والأسواق حالياً بانتظار عددٍ من التطورات منها تقديرات جديدة للسوق بشأن التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج، وعموم الأرقام ستكون مجتمعه قبل 20 يناير 2017، كذلك التقديرات حول مسار إنتاج النفط الأميركي وعدد منصات وأبراج الحفر، والتي تؤثر في جهود السوق لاستعادة التوازن في أسواق النفط من جديد وسحوبات المخزون النفطي، لذلك يبقى السوق الأميركي محط الأنظار على أساس أسبوعي، خصوصا فيما يتعلق بحركة المخزون النفطي الأميركي وأوضح الدكتور الشطي أن أي استمرار لارتفاع المخزون الأميركي على أساس أسبوعي كما هو متوقع يعني المزيد من الضغوط على الأسعار، والدليل أو المؤشر على توازن السوق هو حجم واستمرار السحوبات من المخزون النفطي؛ للعودة إلى المستويات الطبيعية التي تؤكد استيعاب الفائض في المعروض بداخل أسواق النفط وأضاف يقدر مصرف "غولدمان ساكس" أن تكون الزيادة المتوقعة في الإنتاج الأميركي من النفط الخام على أساس سنوي خلال العام 2017م فقط 200 ألف برميل يومياً، وإذا حدث ذلك فإنه يعدّ مؤشراً إيجابياً لأسواق النفط؛ كونها تعتبر كميات بالإمكان استيعابها، ولكن عودة إنتاج النفط الأميركي للارتفاع بمعدلات عالية نسبياً سنوياً هو أمرٌ يقيد تعافي أسعار النفط بشكل كبير خلال 2018 - 2020 تتأرجح ضمن نطاق 800 - 900 ألف برميل يومياً.