الشيخ حواس بن حامد بن طلق بن خمسان بن نبهان "من سنجارة" من شمر، ولد في حائل عام 1302ه وتوفي رحمه الله عام 1390ه في الرياض ودفن في مقبرة العود عن عمر 88 سنة، انضم رحمه الله للملك المؤسس وموحد الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه عام 1342ه، واستقبله الملك عبدالعزيز في الرياض، وكان من أخلص وأشجع رجاله، وحمل حواس بن خمسان البيرق في معارك عديدة مع الملك المؤسس، وشارك في حرب اليمن بقيادة سمو الأمير فيصل بن سعد رحمه الله، وكان يرافقه أبناؤه حامد وسالم، وكذلك شارك في معركة ابرق الرغامة عام 1343ه في جدة، وكانت مشاركة الشيخ حواس بن خمسان مع الملك عبدالعزيز في آخر معاركه لتوحيد المملكة حيث كافأه الملك المؤسس طيب الله ثراه وأعطاه قرية القصير ومكث فيها فترة ثم طلب قرية الجبرية في حائل لموقعها المتميز بين الحجرة والنفود ووفرة المياه فيها، فأُعطي رحمه الله قرية الجبرية كمقر له وعُين أميراً لقرية الجبرية، وبعد وفاته عُين بدل عنه ابنه الشيخ سالم بن حواس بن خمسان، ثم بعد وفاته عُين ابنه الشيخ متعب بن حواس بن خمسان وبعد وفاتهم رحمهم الله عُين حفيده الشيخ صالح بن متعب بن حواس بن خمسان. وشارك الشيخ سالم بن حواس في بعض المعارك، وكان رحمه الله أحد رفقاء الملك فيصل رحمه الله، كما شارك الشيخ متعب بن حواس في معركة الوديعة عام 1389ه، ونال نظير شجاعته نوط الملك فيصل رحمه الله. شارك في معارك التوحيد وفي حرب اليمن وكان أحد أخلص وأشجع رجالات المؤسس أبناء حوّاس وكان لأبناء الشيخ حواس بن خمسان شرف المشاركة في عدد من المعارك حيث شارك حامد بن حواس بن خمسان مع والده في حرب اليمن بقيادة سمو الأمير فيصل بن سعد وكان حامد هو من رفع علم الدولة بعد إصابة حامله الرسمي ونال هذا الإقدام من حامد لكي يبقى العلم مرفوعاً إعجاب الأمير فيصل بن سعد رحمه الله وبعد انتهاء الحرب قال الأمير فيصل بن سعد هذه الأبيات وخص بها حامد بن حواس بن خمسان نظراً لشجاعته وإقدامه على حمل البيرق. يومٍ على باقم جرى صارت على اللي مستحين كم واحدٍ ينزح ورى والقوم راحوا شاردين وحامد نثنيه بالجزاء ونثني عليه كل حين القرم عن عمره عزاء وركض مع اللي راكضين وسط المعركة وحكى الشيخ حامد بن حواس بن خمسان رحمه الله في حوار لإحدى الصحف كيف انضم هو ووالده الشيخ حواس إلى جيش الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وروى ما حدث في معركة اليمن ويقول عندما ذهبنا إلى المعركة قمنا بحصار أحد الحصون تحت قيادة الأمير فيصل بن سعد بن عبدالرحمن وخلال الحصار فوجئنا بخروج الجيش المقابل وأطلقوا النيران من المدافع وحدث ارتباك وشردت بعض الخيول وصاح الأمير فيصل بن سعد رحمه الله بصوت عال ياهل العوجاء تشجيعاً لنا ومن كثرة الرصاص لم نستطع التقدم فانطلقت من بين الجميع لرفع البيرق بعد ما سقط من أحد الفرسان بعد إصابته وتقدمت وخطفت البيرق ولوحت به أمام الجميع فانتظمت الفرسان مرة أخرى ووقفت أمام الصفوف في موقف لا أنساه أبداً، ويكمل الشيخ حامد بعد ذلك استدعاني الأمير فيصل بن سعد وقدم لي الشكر وأمر بإعطائي مبلغ عشرة جنيهات وناقة نظير فعلتي التي شجعت الفرسان الآخرين على الثبات في المعركة حتى تحقق النصر، ووصف الشيخ حامد في حواره أنه عندما يحضر مع والده مع الشيخ حواس إلى الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود بأنه كثير المشورة لأصحابه يستشيرهم ويسمع لآرائهم وكان الجميع يحسوا منه الصمود والتضحية والحرص على اعلاء شأن الدين. وشارك الشيخ سالم بن حواس بن خمسان كذلك في بعض المعارك وكان رحمه الله أحد رفقا الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود كما شارك الشيخ متعب بن حواس بن خمسان رحمه الله في معركة الوديعة عام 1389ه ونال نظير شجاعته نوط الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله. قصيدة وبندق ومما يرؤى من مآثر الشيخ حواس بن خمسان هذه القصة التي حدثت أثناء الحرب بين المملكة واليمن حيث جاء خبر لمن يريد المشاركة في المعركة وسار بيرق الأسلم من شمر للمشاركة وكان فهيد بن عيد بن عركي الأسلمي من ضمنهم ولكن لم يكن لديه بارود (بندقية) لأنه باع سلاحه بسبب دين وحصل سوء تفاهم بن فهيد بن عركي وبين بيرق الأسلم أدى إلى انفصاله عنهم بسبب اعتذارهم له بأنه لا يوجد بندق وأنه تم توزيع جميع السلاح على الفرسان فغضب فهيد وذهب إلى بيرق الشيخ حواس بن خمسان ورحب حواس بن خمسان بفهيد بن عركي وتوجه فهيد بدون سلاح مع بيرق حواس بن خمسان للقاء الأمير فيصل بن سعد وكتب فهيد قصيدة وأعطاها الشيخ حواس حتى يسلمها الأمير واستلمها الأمير وكانت أبيات القصيدة التي قدمها فهيد للأمير ويقول: حمد للي هدانا وبين السنه سنة رسول الله تنبي أصحابه سن خمس الفرائض والثناء لله وانزل الكتب والفرقان نقرابه من نهج كتابٍ دينه وثلثٍ له موصين به وصية والله اولا به مار توبو يعله توبةٍ لله توبة النصح ربي فاتحن بابه وفعلوا فعل من مقصوده الجنه والسلف قبلكم جاهد بنشابه جاءك فيصل بن سعد بجندٍ له ناشرين بيارقهم وحرابه سلحوا بالبنادق كل خلق الله كود أنا بس أهوس لي بمشعابه طالبك بندقن لا يملا الجنه من قصار السواري لا تعتابه سلحن به عسى أمرك خالص لله بندقي بالملاقاء بان مضرابه هدية الأمير وقد قرأ الأمير القصيدة وأعجب بها فنادوه وجاء فهيد إلى الأمير وقال له جتك البارود عطية، فذهب فهيد إلى خيمة السلاح وكان معه الشيخ حواس الذي قال له تخير بارودك ففعل علماً أن جميع السلاح الذي وزع على البيارق من الأمير يجب أن يعاد بعد انتهاء المعارك إلا بارود فهيد صارت ملكاً له، كما أنشد فهيد بن عركي قصيدة يمدح بها الشيخ حواس بن خمسان بعد حصوله على السلام من الأمير فيصل بن سعد ومن أبياتها: فضلاً من الله أحمده صح نومي أنا عشيرن للوجيه المفاليح رقيت عيطى يوم كثرن همومي وردت عدٍ يوم عطشوا هل الفيح مركاي بن خمسان عند اللزومي عيال الحمايل كاسبين التماديح كريم سبلا يالفا الجيش مومي زبون عيرات الياجن مشاويح حطاط من فوق الصياني لحومي شره على خرفان ربعاً مصاليح الياشب ناره حط وقدة جرومي وقلط على الجمر دلالٍ مدابيح معهن بيرقاتٍ تذكر بلومي يافاح بهن الشاي يعلق لهن ريح خطو الولد ماله ثمن دب دومي من خلقته وهو كاسبٍ هبة الريح لولب عيالٍ ياحضاهم لزومي يصبر كما يصبر من الزمل لحليح حواس شوق معورجات الوشومي أبو فريح ماعلومه تصافيح إيثار الآخرين ويُذكر أن الشيخ حواس كان متجهاً في إحدى تنقلاته إلى حائل من أقصى شمال النفود لغرض بيع ذلوله في حائل لإتمام لوازم الزواج من بنت عبيد بن خمسان وأثناء رحلته قصد قرية الحيانية لغرض زيارة أميرها بن قناع آنذاك وكان معه بعض الصيد من الغزلان صادهم في طريقه وأقام ليلته عند بن قناع الذي كان منصوباً على الحيانية وبعد العشاء من الصيد اتجه إلى النوم بجانب ناقته «الذلول» وبعد برهة من الزمن سمع أحد أخوياه ابن قناع يقول حنا الليلة يابن قناع عشانا حواس ولكن من يعشينا القابلة، واصل حواس نومه حتى صلاة الفجر ثم قام ونحر على الفور ذلوله ولما سمع بن قناع رغاء الناقة عند نحرها قال ليه ياحواس سمعت ها المقرود البارح وواصل الشيخ حواس مسيره وعوضه الله خيراً منها حيث وجد بالطريق ناقة ميته عليها خرج «حمولة» مدفونه غطت الرمال أجزاء منها ولما كشف الخرج الذي على الناقة وجد به كيس من الذهب والذخيرة، فقام بشراء قطعة من الإبل وجهاز عروسه بنت عبيد الخمسان بالإضافة إلى بيت شعر. إكرام الضيف ومما يروى عن حياة الشيخ ابن خمسان قصة وقصيدة رويشد بن زقيحان الحنيني الحربي بالشيخ حواس بن خمسان حسب ما رواه الراوي استناداً إلى ابن الشاعر رويشد يقول: «سافرنا أنا ووالدي من ديارنا إلى الشمال صوب حائل وكانت المسافة طويلة التي قطعناها تجاه ديار شمر ولما اقتربنا من ديارهم شاهد والدي بيت أمامنا وقال: يا الله ان راع البيت شمري ووصلنا إلى المنزل وخرج إلينا صاحبه وقال: الله حيهم ياهلا وقام الرجل يرحب بنا، وقدم لنا واجب الضيافة وذبح لنا خروفا وبعد ما تعشينا وجاء وقت النوم، فرش لنا المعزّب وقال: يا ضيف الرحمن نم أنت وولدك وارتاحوا فقام والدي وصلى ولما فرغ من الصلاة جلس في مكانه وطول بالجلوس وقلت له يا أبوي عسى ما شر يوجعك شيء ليه ما تنام؟ فالتفت لي وتبسم وقال يا ولدي معازيبنا اليوم شمر واحفظ القصيدة وقال هذه القصيدة بمعزبنا الذي استقبلنا الشيخ حواس بن خمسان» حيث قال رويشد بن زقيحان الحنيني الحربي: شمر مطيرة الشعاف الطنايا بهم على كل المخاليق نوفي انشد هل العيرات ليا جن ونايا منهو يهلي قبل عرف الضيوفي أهل الصحون الشدق ماهي نسايا ما قلطوا للضيف مثل الحيوفي ودلالهم من البن الأشقر ملايا ماهو تنيول صبهم له وقوفي وركابهم من كثر الاوماء حفايا كم ذود مصلاحٍ غدوبه شعوفي ياما خذوا من مغترات الرعايا عوض أهلهن صفقهم بالكفوفي وحياة ربي عالمٍ بالخفايا ماقلتها أبي من وراه معروفي وفاته عاش الشيخ حواس رحمه الله عمراً مديداً وشاهد أبناءه وأحفاده وهم يتبوؤن مناصب ومواقع قيادية في مجال أعمالهم، واستقر في أخر عمره بمدينة الرياض لمواصلة العلاج إلى عام (1390ه) حيث توفي رحمه الله عن عمر يناهز الثامنة والثمانين في المستشفى الوطني بالرياض بعد حياة مليئة بالأعمال والمشاركات الفاعلة في بناء هذا الوطن.. رحمه الله رحمةً واسعة. اشتهر ابن خمسان بالشجاعة حواس بن خمسان رحمه الله عرف أهالي حائل ابن خمسان رجلاً صدوق العهد والوعد ولد ابن خمسان في حائل عام 1302ه منصور العساف