بعد الاشتباكات التي احتدمت منذ أسبوع في مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات الشتات الفلسطينية (في مدينة صيدا جنوبلبنان) بين الفصائل الفلسطينية وحركة "بلال بدر" انتهى الوضع إلى وقف هش لإطلاق النار في حين توارى بدر عن الأنظار وانتشرت القوة الأمنية المشتركة في حي الطيري وفقا للاتفاق الفلسطيني الذي أعلن قبل أيام من صيدا. في هذا الوقت اعتبرت فعاليات صيداوية أن "تواري بدر هو أفضل الممكن" وقال ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة إن "تفكيك المربع الأمني للمطلوب للعدالة بلال بدر هو إنجاز للشعب الفلسطيني وهو انتصار على الفوضى، مشيراً إلى أن القوة المشتركة نفّذت قرار القيادة السياسية وستواصل العمل من أجل القاء القبض على الذين اعتدوا على "القوة المشتركة"، وأضاف: "نحن نطمئن شعبنا في عين الحلوة أن القوة المشتركة المدعومة من الفصائل والدولة اللبنانية ستواصل العمل على حفظ الأمن والإستقرار في المخيم وستمنع تحويل المخيم الى ساحة لتصفية الحسابات أو إلى صندوق بريد إلى أحد، معتبراً أن بدر فار من العدالة وملاحق ومطلوب للقوة الأمنية وهو في مخيم عين الحلوة وسيبقى مطلوباً للقوة المشتركة". وكانت "مجموعة بدر" قد استهدفت قبل أسبوع انتشار القوة الفلسطينية المشتركة التي انضوت تحت لوائها القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وذلك بالتنسيق مع السلطات اللبنانية، إذ أطلقت النار على أحد عناصر القوة وأصابته بجروح، ما أطلق العنان لمعارك عنيفة في أرجاء المخيم الذي شهد حركة نزوح كثيفة إلى مدينة صيدا وقد هدأت الأمور أخيراً. وبدأت أمس جولات للمسؤولين الفلسطينيين في أرجاء المخيم للاطلاع على حجم الخسائر والأضرار التي لحقت به وخصوصاً في حي الطيري، ومنها زيارة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل، الذي زار مراكز النازحين وعددا من المؤسسات والتقى قيادة وكوادر الجبهة في المخيم. وأكد فيصل على أهمية انتشار القوة الفلسطينية المشتركة لضمان الأمن والاستقرار في المخيم والجوار باعتباره ضمانة للحفاظ على المخيم ودوره في مواصلة النضال من أجل العودة. وكانت دعوة إلى الأونروا والمؤسسات الدولية وهيئة الإغاثة للتحرك العاجل من أجل مسح الأضرار وتوفير الأموال لإعمار وترميم المنازل والمحال التجارية وتأمين الإيواء المؤقت للنازحين والتعويض على المتضررين.