ما الجديد عندما يصرخ الكثير من الأندية من قرارات التحكيم التي تجير عادة لصالح أندية معينة خصوصا في عهد الاتحاد السابق؟.. يبدو أن الأمر طبيعي جدا، وظاهرة الكوارث التحكيمية ليست بالأمر الجديد منذ عهد هدف لاعب الوسط خميس العويران الشهير وجزائية المهاجم الكولومبي بيريز الكاتو، وجزائية فهد المصيبيح وابراهيم العيسى وما يسمى بالنهائي الشهير قبل 20 عاما، وإيقاف إبراهيم العمر وعمر المهنا ومعجب الدوسري وممدوح المرداسي، ويد دلهوم الشهيرة وجزائية عبدالرحمن العمري التي علق عليها أحد الظرفاء بقوله (انها حدثت في مواقف السيارات فقرر الحكم أن تكون داخل المنطقة)، هذا غيض من فيض وجزء من كوارث التحكيم الظاهرة فماذا عن التي تحدث خلف الكواليس ولا ينقلها الفضاء في دوري الأولى والثانية والثالثة، والأخطاء التي أثرت على نتائج المباريات وقصمت ظهر بعض الفرق، وقادت الأخرى إلى الفوز؟ حدث ولا حرج فالمجلدات لا تكفي لتدوين ذكريات التحكيم السيئة، ويقال انه نتيجة "عباطة" بعض الحكام كانوا يهددون الإداريين في بعض المباريات ب"العجراء" ان حاولوا النقاش معهم. لماذا هذه الفوضى التحكيمية العارمة ومن المسؤول عنها؟.. الجواب، هذه الفوضى ما هي إلا جزء من فوضى الرياضة بأكملها سواء لدى رعاية الشباب سابقا (هيئة الرياضة حاليا) التي لم ترتب الأوراق عندما كانت صاحبة السلطة على التحكيم والكرة، أو الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي لم يتعامل بحزم وقوة تجاه الفاشلين من الحكام، أو الأندية التي لا تقبل بالهزيمة وتقلب الباطل إلى حق، والحق إلى باطل فبرعت بالبكائيات ولباس ثوب المظلومية وهي المستفيد الأول من التحكيم، والحكم الذي لا يطور مستواه ويتخذ قراراته حسب نوعية الضغوط والميول وتأثير من يحيط به، والمراقب الذي لا يؤدي عمله كما يجب والمقيم الذي شعاره المجاملة في تقييمه، وما على الحكم الذي يريد البقاء وقتا أطول في سلك التحكيم، الا بناء علاقة معه حتى يمنحه الدرجات حتى لو لم يكن يستحقها، أو لجنة الحكام التي لم توفق بمسؤول قوي يعرف ما هي مطالب التحكيم ومتطلبات الحكم، وكيف يبني قاعدة قوية من الأسماء التي تتمتع بالشجاعة والموهبة، لذلك نشأ جيل من الحكام لا يقاوم الضغوطات والميول والدليل تصريحاتهم وتحليلاتهم وتغريداتهم عندما يتركون التحكيم، وكيف هجومهم واساءاتهم على الأندية المنافسة لفرقهم، والكثير يستغرب كيف دخل هؤلاء سلك التحكيم وهم لا يحملون أي مقومات تمنحهم فرصة الدخول في هذه المهمة الصعبة التي تحتاج إلى رجل قوي وأمين وموهوب يطور مهاراته وقدراته بالتجارب، لا الى حكم يشوه المنافسات بارتباكه وخوفه واستسلامه للضغوطات الإعلامية والجماهيرية وتصريحات رؤساء الأندية. التحكيم السعودي باختصار ينقصه إدارة قوية وحكم موهوب واتحاد صارم ومراقب أمين ومقيم خبير، لا مقيم طُرد من التحكيم وجرد من الدولية فوجد بعلاقاته أن التقييم هو المكان الأنسب ليكون قريبا من الرياضة، متى ما توفرت هذه العوامل فالتحكيم سينهض ويعود إلى عصره العالمي بقيادة عبدالرحمن الزيد وعلي الطريفي وخليل جلال والجيل الذي سبقهم فأخلص للمهنة وبنى سمعة جيدة للتحكيم السعودي، وليت الاتحاد السعودي الحالي بقيادة عادل عزت يدرك هذا الشيء ويحرر الصافرة والراية السعودية من الاسماء التي قادت التحكيم إلى المزيد من الفشل.